
خَيــرُ أُمَّــــة
June 3, 2025 at 08:37 AM
شبهات حول الصحابة والرد عليها
خروج عائشة -رضي الله عنها- بقصد الإصلاح بين المسلمين وليس القتال
وأما قوله: «وخالفت أمر الله في قوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهلية الأولى﴾[الأحزاب: ٣٣].
فهي -رضي الله عنها- لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى. والأمر بالاستقراء في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفرة، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي ﷺ، وقد سافر بهن رسول الله ﷺ بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة -رضي الله عنها- وغيرها، وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم.
وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي ﷺ له بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي ﷺ يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر -رضي الله عنه- وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك.
وهذا كما أن قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بالباطل﴾[النساء: ۲۹]. وقوله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾[النساء: ۲۹]، يتضمن نهي المؤمنين عن قتل بعضهم بعضاً، كما في قوله: ﴿وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ﴾[الحجرات: ۱۱]. وقوله: ﴿لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً﴾[النور: ١٢].
وكذلك قول النبي ﷺ: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا». وقوله ﷺ: « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»، قيل: يا رسول الله: هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «كان حريصاً على قتل صاحبه».
فلو قال قائل: إن علياً ومن قاتله قد التقيا بسيفيهما، وقد استحلوا دماء المسلمين، فيجب أن يلحقهم الوعيد، لكان جوابه: إن الوعيد لا يتناول المجتهد المتأول وإن كان مخطئاً، فإن الله تعالى يقول في دعاء المؤمنين: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أوْ أخْطَأنَا﴾[البقرة:٢٨٦]. قال: «فقد فعلت».
عُفِيَ للمؤمنين عن النسيان والخطأ
والمجتهد المخطئ مغفور له خطؤه، وإذا غفر خطأ هؤلاء في قتال المؤمنين، فالمغفرة لعائشة لكونها لم تقر في بيتها.
#أم_المؤمنين_عائشة_رضي_الله_عنها