
أهل السَّـعـادة هُـمْ أهـلُ التـوحـيـد
June 19, 2025 at 11:20 AM
#شرح_الحديث :🍃
في هذا الحديثِ يُخبِرُ فَضالةُ بنُ عُبيدٍ رَضِي اللهُ عَنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "المؤمِنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ على أموالِهم وأنفُسِهم"، أي: المؤمنُ الحقُّ كامِلُ الإيمانِ، هو مَن أَمِنَه النَّاسُ ولم يَخافوا مِنه على دِمائِهم وأموالِهم؛ لأنَّ الإيمانَ يُوجِبُ على صاحِبِه القِيامَ بحقوقِ الإيمانِ مع النَّاسِ، مثلِ: رِعايةِ الأماناتِ، والصِّدقِ في المعامَلاتِ، والورَعِ عن ظُلمِ النَّاسِ في دِمائِهم وأموالِهم، وفي مُسنَدِ أحمَدَ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له".
ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "والمهاجِرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ"، وهذه هِجرةُ المؤمِنِ إلى ربِّه بقلبِه وجَوارِحِه بتَنْفيذِ أوامِرِه واجتنابِ نَواهيه، وليس مُجرَّدَ تَرْكِ بلادِ الكفرِ إلى دارِ الإيمانِ، فيُهاجِرُ بقَلبِه مِن مَحبَّةِ غيرِ اللهِ إلى محبَّتِه، ومِن عُبوديَّةِ غيرِ اللهِ إلى عبوديَّتِه، ومِن خوفِ غيرِ اللهِ ورَجائِه والتَّوكُّلِ عليه إلى خَوفِ اللهِ ورَجائِه والتَّوكُّلِ عليه، ومِن دُعاءِ غيرِ اللهِ وسؤالِه والخُضوعِ له والاستِكانةِ له إلى دُعاء