السابقون السابقون
السابقون السابقون
June 13, 2025 at 03:22 AM
إن هذه النفس التي بين جنبينا قابلة لأن تُشرق وتضيء وتمتلأ نورًا فتصير كالشمس، تملأ الآفاق بنورها ودفئها وحرارتها، وتعمّ الكون والمخلوقات بنفعها، وتضفي من نورها على كل ما يُجاورها من المخلوقات التي لا نور لها في ذاتها، كالقمر والنجوم والأحجار الصماء فتنتفع بنورها وتُزين الأرض بتلألئها، وتهدي السائر في الظلمات بوهجها.. وهي أيضًا قابلة لأن تغرق في الظلمات وتحبها وتغوص فيها إلى أبعد مدى، فلا يُشرق لها نور، ولا ينتفع بها مخلوق أبدًا.. ولها كذلك قابلية للعلو والارتفاع والسمو، حتى تكون كالسماء الصافية الواسعة العالية، تأنف من كل وضيع، وترتفع عن كل دنيء.. وقد تخر إلى أسفل سافلين فتلصق بالأرض، فلا تعرف علوًا ولا سموًا ولا ارتفاعًا أبدًا، فترضى بالدون، وسفاسف الأمور، وتستحسن القبيح، وتأنف من الجميل، وتأكل الجيفة، وتبيع الغالي بالثمين.. والسعيد من علا وسما وصار له نورًا كنور الشمس في وقت الضُحى.. ﴿وَالشَّمسِ وَضُحاها، وَالقَمَرِ إِذا تَلاها، وَالنَّهارِ إِذا جَلّاها، وَاللَّيلِ إِذا يَغشاها، وَالسَّماءِ وَما بَناها، وَالأَرضِ وَما طَحاها، وَنَفسٍ وَما سَوّاها، فَأَلهَمَها فُجورَها وَتَقواها، قَد أَفلَحَ مَن زَكّاها، وَقَد خابَ مَن دَسّاها﴾ [الشمس: ١-١٠] #خواطر #مدونة #تأملات #تدبر
❤️ 4

Comments