البيت الذي تُؤسّسه طاعة الله، لا يهتزّ أمام الدنيا. هو بيتٌ يبدأ يومه بالفجر، ويُنير ليله بتلاوة القرآن، وتُظلله رحمة من السماء. بيتٌ اجتمع فيه زوجان على مبدأ: "نعبد الله معًا، ونربّي أبناءنا على القرآن حبًّا لا فرضًا، وعلى الطاعة عادة لا عبئًا." في هذا البيت: تُعلَّم الصلاة قبل الكلام. ويُقرأ القرآن قبل النوم، لا الهواتف. وتُسمع كلمة "اتقِ الله" برِقّة، لا بزجر. ويُربّى الأبناء على أن رضا الله فوق رضا الناس. الزوج فيه قائدٌ باللين، والزوجة شريكة في الخير، والأبناء ثمرة تربية ربانية لا عشوائية. بيتٌ لا تغيب عنه سجدة، ولا يخلو من دعاء، ولا ينقطع فيه حبل الرجاء. البيت القائم على طاعة الله وحب القرآن، هو جنة تمشي على الأرض. قال الله تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" [الإسراء: 9] فإذا كان في البيت، كان فيه "الأقوم"، في السلوك، والرزق، والمودة، والذرية.