واحة المتزوجين
واحة المتزوجين
June 13, 2025 at 05:05 AM
#زوجيات #تربويات 📌 *(حين تتحول المشاعر إلى ملصقات)* 🖊️ *أبوطارق_أحمد علي الآنسي* الجمعه 13يونيو 2025م 📍 *ملاحظه هامه:* *(إن وجدتم موضوعي مناسباً، فأرسلوه لأبنائكم، وأحبابكم، لعل الله ينفع به، فقد صدقتكم مشاعري ،كأخ،وأب،وصديق)* 🔶 *يا كـــرام:* *سأتناول موضوعي هذا في ثلاث نقاط هامه* : 🔵 *1. الدافع وراء هذا المقال:* *لقد مضت ثلاث سنوات وأنا أحاول أن أكتب في هذا الموضوع،* *لكنني كنت أتردد، رغم أنني أراه يزداد تفاقماً يوماً بعد يوم حتى يكاد أن يكون (ظاهره)، وهي تبلد المشاعر واختزالها في ملصقات جامده بارده كبرودة الثلج.* 🔸 *ما دفعني للكتابة أنني كثيراً ما أُرى في مجموعات الواتساب أو غيرها من وسائل التواصل،* *فأرى من يمرّ بمناسبة فرح أو عزاء،* *فتكون غالبية الردود – بنسبة تقارب 99.8% – مجرد ملصقات!* *وكأنها أُعدمت المشاعر والأحاسيس بدون محاكمه...* *فأجد، إن أغلب هذه "الردود" تكون باردة، جامدة،* *تكسر الخاطر، وتثقل على القلب، وتخدش المعنى الحقيقي للتعاطف،والأخوه،اخوة الدين قبل اخوة النسب.* 🔸 *قد أكون أحدكم، لست بمعزل عن هذا السلوك، لكنني أحاول دائماً أن أحافظ على صدق مشاعري، وأن أكتب رداً – ولو بكلمة قصيرة أو شطر عبارة – فذلك أبلغ أثراً، وأصدق تعبيراً، وهو في ميزان الله أعظم أجراً.* *وأحاول جاهداً ألا أكون من أولئك الذين يستسهلون ذلك الرد الصامت.* *_*وهذا مجرد مثال، لا حصر فيه...*_ * 🔵 *2/ حضرة الشعور وملصق المشاعر :* في زمن ازدحمت فيه الشاشات وقلت فيه الكلمات، صرنا نختصر مشاعرنا في *"ملصق"*. *ترسل رسالة مليئة بالحنين، مبللة بالصدق، مضمخة بتفاصيل لا تُقال إلا لمن تحب، فتأتيك الصورة الجامدة بردّ لا يتجاوز ثانية واحدة:* *"ملصق". كأنما تُقابل دمعة بعين زجاجية.* 🔸 لا بأس أن نستخدم الملصقات حين *نضحك، حين نمرح، حين نتبادل نُكتة عابرة أو تعليقاً عفوياً، *لكن أن نصير أسرى لها في مواضع العزاء، أو التهاني، أو الاعتذار، أو المواساة؟* *فذاك طمسٌ للمعنى، وجرحٌ للتواصل الإنساني.* 🔸 *أن تُعزّى بملصق، كأن يُربّت على كتفك حجر.* 🔸 *أن تُهنّأ بملصق، كأن يُصافحك ظل.* 🔸 *أن تُبادر برسالة حبّ أو قلق أو اعتذار، ويُردّ عليك بصورة صامتة، فذاك إحباط لا يُرى، لكنه يُحسّ في أعماق الروح.* 🔸 الناس لا يحتاجون الكثير: *فقط كلمتين صادقتين، "شكراً"، "أنا آسف"، "رحم الله فقيدكم"،* *"مبارك لك من القلب"... كلمات لا تُشترى، لكنها تُغني عن كثير من الصمت الباهت والردود الآلية.* في عالم يميل للسرعة، *يصبح التأني في الرد دفئاً، والكلمة الطيبة صدقة.* *فرفقاً بمشاعر من يكتب، فإن خلف كل رسالة شعوراً، وخلف كل شعور إنساناً.* 🔵 *3. خطورة اختزال المشاعر داخل الأسرة الواحدة:* *إن الخطر الأكبر، أن تنتقل هذه الظاهره من أطراف العلاقات إلى مركزها:* *إلى داخل البيوت، إلى صميم العائلة، بل لربما تتجاوز الظاهره لتُصبح (عاده).* 🔸 *حين يرسل أبٌ رسالة حنونة لابنه، يسأله عن أحواله، يطمئن عليه بعد يوم طويل، فلا يجد سوى "ملصق"،فذلك ليس مجرد ردّ عابر، بل رسالة عكسية تقول: "وقتك لا يستحق كلماتي".* *أو ربما لايفتح الرساله أصلاً إلا بعد مده فذلك خنجر قاتل في صدر الوالدين*.. 🔸 *وحين تبعث أمٌ بدعاء دافئ، من قلبٍ أنهكه الشوق، فتقابل بدعابة مرسومة أو وجه يبتسم، دون كلمة امتنان أو حتى "آمين"، فإن في القلب شيئاً لا يُقال، لكنه ينكسر.* 🔸 *وما الذي يبقى من روابط الإخوة إن تحولت رسائلهم إلى تبادل صامت لصور لا تحكي، وردود لا تحتضن؟* 🔸 *وما الذي يُغذّي الحب بين الأبناء وآبائهم إذا أصبحت الكلمات نادرة، والمشاعر مختزلة في رموز لا روح فيها؟* 🔸 *ليست الكارثة في الردّ السريع، بل في الردّ الخالي من الحسّ.* 🔸 *وليست المشكلة في استخدام الملصقات، بل في الاعتماد الكامل عليها بدلاً من الكلمة التي تُطمئن، أو الجملة التي تُعبّر.* *كما إن المشاعر إن لم تُسقَ بالكلمات تموت عطشاً، والعلاقات إن لم تُروَ بالاهتمام تذبل، حتى لو كانت أقرب العلاقات دماً.* 📌 *قبل الختام:* *فلنُعد للكلمة حضورها.* *ولنمنح من نحبّ ما يستحقون من الوقت، لا ما يفيض منا.* *فأحياناً، "كلمة" تحفظ قلباً...* *و"ملصق" قد يخسره أيضاً.* 📌 *ختاماً:* 🔹 *لم أقصد هنا أحداً بعينه فيما أقول، لكن مجموعات "الواتساب" باتت جديرة بأن تُدرَس كظاهرة اجتماعية متكرّرة، بل لعلها غدت عادة مستشرية.* تخيل أن يكون المتوفى امرأة، *ثم يُعزّى ذووها بملصق تعزيه لرجل، لا لشيء سوى استعجال الرد أو جفاف الشعور!* 🔹 *في المقابل، تجد المُعزّى يتصفح الردود بعين يملؤها الحزن، محاولاً أن يرد على كل من واساه، ولو بكلمة مقتضبة…* *لأنه ببساطة في لحظةٍ لا يحتاج فيها إلى الكلمات بقدر ما يحتاج إلى دفء القلوب.* 🔹 *كذلك الحال إن كان الموقف فرحاً، التهاني تُسكب كملصقات، تُطفئ حرارة الشعور، وتُفرغ المناسبة من محتواها الإنساني.* 🔸 *قال لي صديقي ذات يوم ولن أنسى كلماته ما حييت، فما زالت ترنّ في أذني حتى اللحظة:* *"يا أحمد، نحن نعيش هنا كأننا آلات"...* يقصد البلاد التي هاجر إليها. 🔹 *فما بالك حين تمتد يد التكنولوجيا، لا لتسلبك وقتك فحسب، بل لتسلبك مشاعرك أيضاً، فتختصر حياتك كلها في رموز جامدة وملصقات باهتة، وكأنك آلة فقدت ملامحها الإنسانيه.* *أصلح الله أحوالنا وأحوالكم وأبنائنا وأبنائكم وهدانا وإياكم إلى سواء السبيل...* *_ودمتم جميعاً سالمين..._* 🌷 *وجمعتكم مباركه* 🌷

Comments