شبكة نشطاء روج آڤا
شبكة نشطاء روج آڤا
June 17, 2025 at 03:28 PM
نهاية الجولاني… مع سقوط إيران: حين تكتب إسرائيل سيناريوهات المنطقة! من يراقب ما يحدث في المنطقة مؤخرًا، دون نظارات أيديولوجية أو مؤثرات عاطفية، سيكتشف أن المشهد ليس عبثيًا كما يظن البعض، بل هو نتاج تخطيط طويل الأمد، وذكاء بارد يحترف تفكيك الشعوب بأيدي أبنائها! ما نراه اليوم من تحولات في المشهد الإقليمي، ومن على رأسها انكماش الجولاني وميليشياته، ليس إلا فصلًا من رواية بدأت قبل سنوات… لكنها كانت تُكتب من غرف العمليات الإسرائيلية لا من غرف المعارك السورية! الجولاني: صناعة الضرورة والمرحلة! من يعتقد أن ظهور الجولاني، وصعوده الصاروخي، وبقائه في المشهد حتى بعد سقوط أغلب التنظيمات الجهادية، هو نتيجة “كاريزما” شخصية أو “دعوة إسلامية صافية”، فهو إما مغفل… أو شريك في اللعبة! الجولاني، هذا العدو الراديكالي المثالي، ظهر تمامًا حين احتاجت إسرائيل إلى إعادة هندسة الفوضى في سوريا: من جهة، إيران كانت تُطلّ من نافذة دمشق بثقلها الكامل: ميليشيات، حرس ثوري، ممرات إلى الجنوب اللبناني، ومشروع تمدّد عبر العراق وسوريا حتى البحر! ومن جهة أخرى، الأسد لم يكن خطرًا حقيقيًا على إسرائيل: فالرجل قضى عمره في “الممانعة” النظرية، ولم يطلق رصاصة واحدة في الجولان! لكن… إيران؟! تلك دولة ذات “عقيدة صدام”، وميليشياتها تهدد من قلب الشام! فما العمل؟! تُمسك إسرائيل بالعصا من الوسط: تضرب مواقع الإيرانيين وميليشياتهم بهدوء، تُفرغ الساحة خطوة بخطوة، ثم تُقدّم بديلاً: إسلاميًا سنيًا متطرفًا، عدوًا معلنًا لإيران، صنيعة استخباراتية منتهية الصلاحية: الجولاني! ترويض الوحش: حين تضع الكلب المتطرف في قفصك! لكن دعونا لا ننسى أن الوحش حين يكبر، يظن نفسه حرًا! الجولاني، الذي قُدِّم كعدو لإيران، أراد أن يتحرّك مثل بقية “أمراء الجهاد” في أفغانستان أو الشيشان، وأن يحجز لنفسه كرسيًا في نادي الدول الراديكالية: تركيا، باكستان، أفغانستان، وربما إيران نفسها لاحقًا إن اقتضت المصالح! فما الذي فعلته إسرائيل؟! أرسلت له رسائل واضحة بلغة لا تحتاج لترجمة: أنت لست إلا أداة. وسنُعيدك إلى حجمك متى شئنا! ضربات دقيقة، رسائل سياسية، وصمت أمريكي مريب… كل هذا دفع الجولاني لبلع كبريائه، والتوجّه نحو الرضا الأمريكي… والذي يمر طبعًا من بوابة تل أبيب! وبذلك… دخل مرحلة “التدجين”، وتحول من “أمير مجاهدين” إلى “مفاوض سياسي” يبحث عن شرعية من سفارات الغرب، ويقدم نفسه كـ”جدار ضد الشيعة المتطرفين”، لا كقنبلة ضد إسرائيل! الأسد: الغبي الذي اعتقد أن اللعبة تدور حوله! أما من يظن أن ما حدث مؤامرة على الأسد، فهو لم يفهم بعد أن الأسد نفسه لم يكن سوى واجهة باهتة لنظام دولي أعاد إنتاجه للعب دوره بإتقان، لا لأنه قوي، بل لأنه بلا قيمة! الأسد لم يكن يهدد إسرائيل، ولم يكن في وارد مهاجمتها، بل كان الحارس الأمين لحدود الجولان لأكثر من أربعين عامًا! لكن تمدد إيران من خلاله، واحتلالها السياسي والعسكري لسوريا، جعله عبئًا ثقيلًا… فجاء التغيير من فوق رأسه، لا من تحته! ولذا ترى اليوم بقايا النظام، وعصابة الجولاني، وكل من يعيش في فلك “الانتماء” الأعمى، يتصارعون حول أيهم “المحرر الحقيقي”، وأيهم “المؤامرة”! بينما الحقيقة واحدة: الجميع أدوات في يد إسرائيل! (المحرّرة) الشعوب: الفاعل الغائب! وفي كل هذا المشهد، يبقى العربي — السوري، اللبناني، العراقي — هو المفعول به الأبدي! لا يصنع حدثًا، ولا يوقف مهزلة، بل يختار في كل مرة أحد المهرجين ليصفّق له! مرّة باسم الدين، ومرّة باسم الممانعة، ومرّة باسم “الثورة”، دون أن يسأل: من يكتب هذا السيناريو؟! ولماذا تُحرق بلادي دائمًا لأجل مصالح هذه الدولة أو تلك؟! هل حقًا سقط الجولاني وبقي أحمد الشرع؟ أم دخل مرحلة جديدة من “الخدمة”؟! إسرائيل لن تسمح بعد اليوم لأي كيان ديني أن يتحول إلى سلطة على حدودها، لا شيعيًا ولا سنيًا، لا باسم “الممانعة” ولا باسم “الجهاد”! ولذلك، فإن نهاية الجولاني الإرهابي حُسمت منذ زمن، تمامًا كما ستُطوى صفحة “أحمد الشرع”، الرجل الذي تجرّأ وطلب من الولايات المتحدة أن تغضّ الطرف عن 3500 جهادي إرهابي من جماعته، تحت ذريعة مواجهة أعداء مشتركين… كميليشيات الحشد الشعبي مثلًا، التي تصنّفها إسرائيل كخطر وجودي! لكن اللعبة انتهت! فبزوال خطر الميليشيات الشيعية الإيرانية، تنتفي الحاجة تلقائيًا لوجود ميليشيات سنية متطرفة تستخدم كـ”توازن رعب”! وبمجرد انتهاء هذا التوازن، يصبح وجود الجولاني (أو أحمد الشرع) ورجاله عبئًا، لا ورقة تفاوض! في نظر إسرائيل: لا فرق بين من يقول “يا حسين” ومن يهتف “يا عمر” إذا كان يحمل بندقية على بعد كيلومترات من حدودها! الكل تحت المقصلة… ما إن تنتهي الحاجة! هل فهمت اللعبة؟! أجِب إن استطعت! أو تابع النفاق الوطني والديني كأنك لم تقرأ شيئًا! في الختام: فكر قبل أن تصرخ “الله ينصر الجولاني” أو “يحمي محور المقاومة”! فكر قبل أن تهتف لأي طرف… من دون أن تسأل: من سلّحه؟ من موّله؟ من أبقاه حيًا؟! فكر… لماذا لا يموت العملاء أبدًا، بينما يُدفن الأحرار في أول جولة؟! قد تقول: “لا خيار أمامنا، كلهم أدوات!” لكن هذا العجز هو بداية انقراضك كإنسان حرّ! الآن… هل ستلعن الجولاني؟! أم تشتم إيران؟! أم تكتشف أن العدو الحقيقي لم يكن هناك أصلًا… بل داخلك، في خضوعك الأعمى وتبريرك الأحمق لكل ما يحدث باسم الدين أو الطائفة أو الوطن؟! اختر دورك الآن… قبل أن تُكتَب نهايتك بيد عدوّك، وتظن أنها مشيئة إلهك! شبكة نشطاء روﭺ آﭬـا للمزيد... تابع في الرابط: https://t.me/RojavaActivists

Comments