﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَاسَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ .. الآيات المُطْمِعَاتِ في كرمه قوله سُبحانهُ وتعالىٰ في سياقِ المنّة : ‍و آتاكم من “كُلّ” ما سألتموه و حاشاه أن يمتن بما لا يقع. ‏يقول ابن الأنباري رحمهُ اللّٰه : "تقدير الآية : ‍و آتاكم من كل ما سألتمُوه و ما لم تسألوه؛ لأنّا لم نسألهُ شمسًا ولا قمرًا، ولا كثيرًا من نعمه الّتي ابتدأنا بها" و هذا من بركاتِ اسمهِ سُبحَانهُ وتعالىٰ "الأَوّل". ‏يقول أبو القاسم القشيري رضي اللّٰه عنهُ في لطائفه : “ما سمت إليه هِمَمُكُم، و تعلق به سؤالكم، و خطر تحقيق ذلك ببالكم، أنلناكم فوق ما تؤمّلون ، و أعطيناكم أكثر مما ترجُون. ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ ﴾ أيْ : لا تطيقوا عدّها ولا القيام بشكرها . ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ أيْ : ظالٌم لنفسه بالمعصية ، كافرٌ بربّه عَزّ وجَلً في نعمته و قيل : الظّلوم ، الّذي يشكر غير من أنعم عليه ، و الكافر : من يجحدُ منعمه.