
قناة منصة إيجاز الإخبارية
May 25, 2025 at 02:06 AM
*عمان واليمن علاقة راسخة لا تنال منها العواصف الإعلامية*
*بقلم محمد أحمد المعشني*
عبر العقود ظلت العلاقة بين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية بمختلف مراحلها من اليمن الجنوبي إلى اليمن الموحد ثم اليمن المتشظي اليوم علاقة تتسم بالتعقيد التاريخي والروابط الجغرافية لكنها اتخذت من الحكمة العمانية مرجعا ومن ثوابت الجوار والاحترام ركيزة
في مرحلة اليمن الجنوبي ورغم ما شهدته العلاقات من توترات على خلفية التوجهات الأيديولوجية ودعم التمرد المسلح في ظفار فإن عمان لم تغلق أبواب المصالحة بل ظلت تتحلى بالحكمة والصبر وقد شهد التاريخ لحظة نادرة من جهود المصالحة حين استضافت مدينة صلالة في أبريل 1994 لقاء ثلاثيا ضم السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض في مسعى عماني لرأب الصدع بين الشريكين وتجنب انزلاق البلاد إلى صراع مسلح
لكن الخلافات السياسية المتراكمة كانت أعمق من أن تحل بلقاء واحد فاندلعت حرب صيف 1994 التي مزقت الثقة بين الشريكين وأسست لانقسام داخلي استمر لعقود وأسفرت عن فرض الوحدة بالقوة وهروب العديد من القيادات الجنوبية إلى الخارج ورغم ذلك بقيت عمان على موقفها الثابت بعدم التدخل مكتفية بدعوات التهدئة وتغليب صوت العقل على لغة السلاح
ثم جاءت مرحلة ما بعد الحرب وواصلت سلطنة عمان التعامل مع اليمن كدولة شقيقة وجارة تسعى لاستقرارها ووحدتها بعيدا عن المصالح الآنية أو الاصطفافات الإقليمية
وفي عام 2015 مع انطلاق عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثيين اتخذت سلطنة عمان موقفا متميزا داخل مجلس التعاون الخليجي إذ رفضت الانضمام للعملية العسكرية مؤكدة أن طريق الحل في اليمن يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا وقد عبر وزير الخارجية العماني حينها يوسف بن علوي عن هذا التوجه بقوله عمان بلد سلام ولا يمكننا القيام بجهود للسلام في الوقت الذي نكون فيه جزءا من حملة عسكرية هذان موقفان لا يلتقيان
منذ ذلك الحين سعت عمان إلى القيام بدور الوسيط مستضيفة لقاءات بين الأطراف اليمنية بما في ذلك ممثلون عن جماعة الحوثيين ودبلوماسيون غربيون في محاولة لدفع العملية السياسية إلى الأمام كما قدمت مساعدات إنسانية واحتضنت المرضى والطلاب والتجار اليمنيين على أراضيها دون تمييز
ورغم هذا المسار النبيل خرجت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات ممن باعوا أقلامهم واتهموا عمان زورا بأنها تسهل التهريب أو تدعم طرفا دون آخر وهي اتهامات يعلم الجميع أنها محض افتراء وأن من يطلقها إنما يُستخدم كأداة في صراع لا يملك فيه قراره
لكن عمان التي تحتضن الجريح والمريض والتاجر والطالب اليمني وتفتح معابرها الإنسانية وتبني المدارس والمستشفيات وتسهم في شق الطرق لم تكن يوما ممن يرد الإساءة بمثلها ولم تستخدم ما تقدمه لأشقائها كورقة سياسية ولا رفعته يوما إلى الإعلام كأداة للضغط أو الدعاية
لقد آثرت عمان أن تتعامل مع اليمن كدولة شقيقة وشعبها كشعب يستحق العون لا اللوم والاحترام لا الاتهام ولم تنجرف وراء الحملات الإعلامية بل حافظت على صوت الحكمة وعلى رسوخ المبادئ مستندة إلى تاريخ طويل من الثبات لا تؤثر فيه الزوابع ولا تغيره المهاترات
ومهما تعاقبت الحقب يظل اليمن في عيون عمان جنوبا يوما فموحدا في لحظة أمل فمتشظيا اليوم بألم لا يسر شقيقا ولا صديقا
ورغم كل ما نراه ونسمعه يبقى في قلوب العمانيين رجاء بأن يجمع الله شمل اليمن ويصلح أمره ويعيد له وحدته واستقراره ويجنب أهله الفتن
فعمان لا تتغير وإن تغيرت الأحوال ولليمن في قلبها مكان لا تهزه العواصف ولا تنال منه أبواق الخصومة المؤقتة
*#منصة_إيجاز_الإخبارية*
*للانضمام الى منصة ايجاز الاخبارية(9) على الواتس اب👇*
*https://chat.whatsapp.com/HbeUAbCPKot9jWiaFUnppV*
*#قناة منصة إيجاز الإخبارية على الوتساب:👇*
*https://whatsapp.com/channel/0029VaA98NpBqbr7IicNl00H*
❤️
👍
4