
✍🏻خَطَرَات: حمود القيسي.
June 17, 2025 at 08:30 PM
صرخةُ نذيرٍ وتذكير!
الليل مرآة القلوب، ومصباح الفكر، وفي صمته تنبع الكلمات من أعماق الجراح، حديثي الليلة ليس ترفًا أدبيًا، بل نزيف ضمير وصرخة وجع، وحين اكتب، فاعلم أن ما كتبتُ إلا لأن ما في قلبي قد فاض.
أكتب وفي قلبي جمرة من الأسى، ونارٌ من الشفقة، ودمعة حبٍّ لأهلي وإخوتي، وقريتي، ومجتمعي، وبني ديني، أكتبُ والخذلان يحيطني من كل جانب، أكتب وأنا أرى أمتي تنسلخ عن هويتها، كأنها ما عرفت طهر الرسالة، ولا عبق النبوة، أكتبُ لأتنفس، لأشكو لله لا للخلق، أكتب لأنني لم أعد أحتمل صمت القلب عن ضوضاء الفجور.
أيها الناس،
ما هذا التهتكُ المنفلت؟
ما هذه الوقاحة التي تُزيَّن باسم الحرية؟
ماهذا الاختلاط الذي ينتج عنه الفسق والفجور وارتكاب المنكرات، والوقوع في الفواحش؟
ماهذا التبرج والسفور الذي يشاهد في الأسواق والمدارس والجامعات بل وفي الأماكن العامة والطرقات؟!
تخرج المرأة من بيتها لابسة اللباس الضيق الذي يظهر مفاتنها، وينزع حياءها، ويخدش كرامتها وكرامة أهلها، تخرج متزينة، متعطّرة، هائمة، تائهة، فاتنة كمثل بقرة بني إسرائيل"تسر الناظرين"!
مع كل هذا لا تجد من يوجهها أو يزجرها أو يردها إلى فطرتها، والله المستعان.!
يا نساء الإسلام،
أما علمتنَّ أنكنّ أغلى من أن تكنَّ سلعة معروضة؟
أما علمتن أن ستركنَّ عبادة؟ وأن زينتكنَّ فتنة؟
أما علمتن أن الرجل الذي يغضّ بصره، يضعف أمام رؤيتكن في هيئة تثير الشهوة، لا لأنه شهوانيّ فاجر، بل لأنه بشر، والله خلقه كذلك، فرفقًا بنا…
لا تخبري العَالم كم أنتِ جميلة، دعي جمالكِ لمن يستحقه شرعًا، لمن يصونه ويحفظه ويُقيم عليه حدود الله.
يا من تظنّين أن الحجاب عادة، وأن العفاف تخلف، والله ما ذلّ المسلمون إلا حين تبدّلت المفاهيم، وصار التبرج حرية، والحياء عقدة، والحشمة عار.
يا رجال الإسلام،
أين أنتم؟ أين غيرتكم؟ أين مواقفكم؟
أتبكون في الجُمع وتضحكون في التيك توك؟
أترجون من الله عفافًا، وأنتم تقتاتون على الصور المحرمة والخيالات الآثمة؟
كيف لعينك أن تدمع لله وقد خانته في نظرات العابرين؟
كيف لعقلك أن يصدّق أنك صالح، وأنت تتعامل مع النساء كأنهنّ طُعْم؟
كفاكم هروبًا خلف "الزمن تغيّر" فأنتم من تغير لا الزمن، وأنتم من فسق لا المجتمع.
عودوا رجالًا كما أرادكم الله، قادةً في البيوت، سدنة للعفّة، سيوفًا على الباطل، رحماء في العدل، فُرسانًا في القيم، عُبّادًا في الليل، أعفّة في النهار.
والله لا تُلام المرأة على ضياعها، كما يُلام من فرّط فيها منكم، فلو كنتم حُماة، ما تجاسرت أن تخرج إلّا كأنها جوهرة في غلافها.
وأخيرًا...
يا أبناء الإسلام وبناته،
أما تخشون لقاء الله؟
ألا تخافون من لحظة الوقوف بين يديه؟
سيُسألكم عن كل نظرة، وكل همسة، وكل صورة، وكل تبرج، وكل غدر، وكل خيانة، وسيُقال: هذا ما كنتم به تستهزئون.
فلتكن هذه الكلمات صفعةً توقظ الضمير، وصرخةً تُبعث في قلوبٍ أرهقها الغبار، فمن كان في قلبه ذرّة إيمان فليفق، ومن كان يطلب النجاة فليلزم طريقها، ومن أحب الله فليُظهر ذلك في ملبسه، وسلوكه، ونظرته، وسريرته.
اللهمَّ ردنا إليك ردّا جميلا.
✍🏻حمود القيسي.
❤️
1