
✍🏻خَطَرَات: حمود القيسي.
June 18, 2025 at 02:55 PM
فوارق بين مسمى الذكر و الرجل!
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد...
فليسمع رجال هذه الأمة، وليعلموا أن السُّكوت اليوم خيانة، وأنَّ المجاملة على حساب الدين ضعف، وأنَّ التغافل عن الانحراف والانسلاخ والتميع ليس تسامحًا بل تخاذل وذلّ وفسق وفجور.
إنّ ما نراه في الشوارع، والأسواق، والجامعات، والمدارس، والدوائر الحكومية، والمواصلات، وفي كل زاوية من زوايا الحياة من تبرجٍ سافر، ولباسٍ فاجر، وسُفورٍ مخزٍ، لا يترك في القلب مثقال ذرة من راحة، وينقص إيمان العبد إن لم يمسك على نفسه من الفتنة، ولا يترك في العين موطئ نور، بل هو سيلٌ من الفتنة لا يكاد يرحم ناظرًا ولا يترك قلبًا سليمًا، والعياذ بالله.
تُرى المرأة في هيئةٍ لو قام بها شيطانٌ لاستحى!
عباياتٍ تجسِّم الأجسام، وجيوبٌ مفتوحة، ومفاتن بارزة، وعطرٌ يفوح في الأزقة والطرقات كأنه صيحة الشيطان للرجال، وكأن النساء قد نُزعت من قلوبهنّ مراقبة الله، أو كأنّ الحياء قد وُئِد، ولا حول ولاقوة إلا بالله.
والمصيبة والطامة الكبرى... أنَّ الرجال صامتون.
بل الأدهى... أن بعضهم يرتاح، ويُعجب، ويتلصص، أو يشجّع، أو يتابع، أو يصوّر، أو يفاخر، أو يسكت!
فأيُّ رجولة بقيت؟
وأيُّ غيرةٍ تُذكر؟
وأيُّ دينٍ يردع؟
يا رجال الإسلام،
يا أبناء التوحيد،
يا أحفاد الصحابة وأولاد الفاتحين...
أين غيرتكم؟
أين مروءتكم؟
أينكم من قول عمر رضي الله عنه:لولا ما نهانا الله عن الغلو لغلونا في حبّ نسائنا؟
كيف تصبر على أن ترى عورات النساء تُمتهن، وأنوثتهن تُستثمر، والكرامة تُغتال، وأنت متكئٌ على جدار العجز، تتفرج كأن الأمر لا يعنيك؟
أين الذين كانت تهتزّ قلوبهم لغضّ البصر؟
أين الذين كان صوت المعصية يؤلمهم؟
أين الذين كانوا يغضبون إذا تجرأت امرأة على مخالفة أمر الله؟
أين؟!
قديماً كانت المرأة لا تخرج إلا لحاجة ومع محرم أو محرمين، ولربما أكثر، واليوم للأسف تخرج لتستعرض، وتتعطّر لتُفتن، وتلبس لتُعجب، وتخالط لتُغري.
والرجل؟
الرجل صار إمّا ذليلًا يخاف أن يُلام، أو ديوثًا لا يغار، أو منحرفًا لا يردع، أو ساكتًا لا يهتم.
أيها الرجل،
اعلم أن الرجولة ليست بلحية فقط، ولا بمشيٍ على القدمين بقوة وثبات، بل الرجولة: دينٌ يحكم، وغيرةٌ توقظ، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر، وقلبٌ ينبض بالحلال ويغضب للحرام.
إن أردت أن يُحفظ عرضك، فابدأ بحفظ أعراض الناس.
إن أردت أن ترى ابنتك محتشمة، فكن قدوة في غضّ البصر وردع الفُسّاق.
إن أردت نساءً طاهرات، فكن رجلاً نقيًّا لا يتاجر بالأنوثة ولا يُصفق للفجور.
نحن في زمانٍ غلبت فيه الشهوات على المروءات، وغُيّبت فيه الشريعة باسم الحريات، وأُسقِطت الغيرة من القلوب باسم "التحضّر"، حتى صرنا نرى المرأة تمشي بين الرجال كأنها لا تعرف أن بين جسدها وبين النار خيطًا ضعيفًا، والعياذ بالله.
فهل آن لك أن تستفيق؟
اتقِ الله،
وارجع إلى ما أمرك الله،
لا تُردِّد "اللهم استر نساء المسلمين" وأنت تهتك الستر بعينك ولسانك وسكوتك.
ولا تقل "زمنٌ صعب" فوالله إنّ الرجولة لا تزول بزوال الزمان، بل بسقوط الإيمان، والسكوت عن المنكر، والاستحياء من المعروف.
واسمعها مني يا من بقي لك قلب:
المرأة لا تُلام وحدها، فإن كانت فتنة، فأنتَ مفتون، وإن كانت ضالة، فأنت المُضلّ، وإن كانت ضعيفة، فأنت الواجب أن تكون لها درعًا لا سيفًا على رقبتها، وجسر عبورها إلى نار جهنم.
يا رجال...
ارجعوا رجالا كما أراد الله.
قوموا بدينكم كما أراد الله.
كونوا أصحاب غيرة كما علّمكم نبيكم.
واذكروا:
أن الرجل إذا لم يغضب للحرام فقد مات قلبه، وإذا لم يغِر على عرضه فليس برجل.
والله المستعان على زمنٍ ضاعت فيه الفوارق بين الذكور والرجال.
اللهم استر نساء المسلمين، وردّ رجالهم إلى رجولتهم، وارفع الغشاوة عن القلوب، واجعل لنا من كل فتنة مخرجًا، واكفنا شر أنفسنا وشر دنيانا وطهر قلوبنا وجوارحنا، اللهمَّ آمين.
✍🏻حمود القيسي.