
نور الإسلام (حالات واتساب) شبكة خير أمة
June 15, 2025 at 01:14 AM
*`#زمن_العزة.32`*
> #فتح_العراق10
🕌 (( فتح الحيرة / الجزء الثاني )) 💥
و بالفعل ..
بدأت الفرق الإسلامية الأربعة بمهاجمة حصون الحيرة الأربعة .. ،
وكانت الحصون غاية في المناعة والقوة ، وليس مع المسلمين منجنيق أو عرادات .. وهو يشبه الدبابات ..
، أو راجمات اللهب ، فضلا عن تواجد المسلمين بالعراء مما يمكن العرب المتنصرة من اصطيادهم في سهولة ويسر وهم محتمون بالأبراج والحصون ..!!!
... وهذا الذي حدث .. فقد استخدم المتنصرة العرب كل أسلحة النبال والسهام والقسي القصيرة و الخزازيف .. وهو فخار ثقيل يتم حرقه بالنار فيصبح صلبا جدا ثم يوضع في آلة تشبه المنجنيق ويتم تصويبه فيقتل من وقع عليه .. !!!
.. و ظل القتال علي هذا النحو ، ولم يتمكن المسلمون من إحداث ثقب واحد في أسوار الحصون ، واكتفوا باصطياد من يظهر من الأبراج حين محاولته تصويب السهام والنبال ..!!
، و أصاب رماة المسلمين الكثيرين من متنصرة العرب بهذه الطريقة.. ، واعتقد العرب المتنصرة أن عامل الوقت سيكون في صالحهم ، خاصة وقد علموا أن خالد بن الوليد ليس في المجموعة التي تحاصرهم ، وأن لديه مهمة أخري ..
.. و فعلا ... كان خالد في مهمة أخري ساعدت على فتح الحصون .. ، حيث هاجم خالد القري المحيطة بالحيرة ، وأعمَلَ السيف في رقاب أهلها ، وأجبرهم علي الفرار إلي الحيرة ، وفيهم القساوسة ورجال الدين ، وهم يستحقون كل ذلك بعد موقفهم المخزي حين قاتلوا في صفوف الفرس ضد المسلمين رغم أنهم عرب مثلهم .. ،
وقد تعقبهم خالد حتي الحيرة ، ثم سمح لهم أن يدخلوا الحيرة ، وأن يخبروا مَن بالحصون أن خالدا لن يغادر الحيرة إلا بعد فتحها مهما كلفه ذلك ، وأنه إن دخلها عنوة .. يعني : قتالا .. فلن يترك بها أحدا علي قيد الحياة ....
، وسينقضها حجرا حجرا كما فعل بأمغيشيا ....!!!
، فوقف القساوسة أمام أسوار الحصون ، و أخذوا ينادون قائلين : (( والله لا يقتلنا غيركم ؟! )) ..
و يقصدون بهذا النداء : أن على أهل الحيرة أن يسلموها لخالد بالصلح بدلا من أن يعاندوا ، فيقتلوا جميعا .. فلا داعي للمقاومة أكثر من ذلك..... !!!
فاجتمع قادة العرب النصارى داخل الحصون للتشاور بعد نداءات القساوسة ...
وكان على رأس هذا المجلس الاستشاري /
عمرو بن عبد المسيح .. و كان من المعمرين ، فقد تجاوز عمره المائة عام .. ، وكان ذا رأي و مكانة فيهم ، حتى كانوا يلقبونه بحكيم النصارى ..
.. فقال لهم :
(( ما أري القوم يعودون عنكم حتي يهلكوكم .. ، وهذا خالد بن الوليد قد حضركم ))
.. ، و دعاهم لقبول الصلح مع خالد .. ، فأدركوا أن خالدا لن يرجع عنهم مهما كلفه ذلك ، وأن حصونهم لن تمنعهم من إمضاء عزمه ، وأن الفرس قد تخلوا عنهم ولن يرسلوا إليهم مددا .. ،
فأرسلوا يطلبون الأمان وأداء الجزية وأن تحقن دماؤهم ، و دماء كل أهل الحيرة ..
.. فوافق خالد على الصلح مقابل الجزية ، و عقد اجتماعا معهم لوضع بنود عقد الصلح ...
و أثناء هذا الاجتماع عاتبهم خالد بن الوليد بشدة لأنهم ساندوا الفرس في حربهم ضد أشقائهم .. العرب المسلمين الذين أرادوا لهم الخير ..
رغم ما ذاقه أهل العراق من الذل و الهوان و الاستعباد تحت حكم الفرس الجائر لسنين طويلة ..
... و ضرب خالد لهم مثلا .. فقال لهم :
(( ويحكم .. إن الكفر فلاة مضلة .. يعني : صحراء مهلكة .. فأحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان .. أحدهما عربي وهو شقيقه الشفيق به ، الحريص علي هدايته ، والآخر فارسي .. فترك العربي ، واستدل بالفارسي )) .... !!!
.. ثم دعاهم خالد إلى خير الدنيا و الآخرة .. دعاهم إلى الدخول في الإسلام .. فقالوا له جميعا :
(( لا ... بل نعطيكم الجزية ، و نبقى على ديننا ..
فنحن على دين المسيح لا نفارقه أبدا ... ))
ولعل في تلك القصة أبلغ الرد علي من زعم انتشار الإسلام بالسيف ...!!!
.. وهكذا فتح خالد الحيرة صلحا ...
، وكانت الجزية تتراوح بين 12 درهما إلي 48 درهما بحسب كل حالة .. ، فلم تزد الجزية عن 48 درهما .. وهو مبلغ زهيد جدا .. حتي لمن يمتلكون الملايين من الدراهم ، وكانت الجزية عن البالغين القادرين فقط .. أما الأطفال والشيوخ والنساء فلا جزية عليهم ،.
.. بل و أعظم من ذلك .. ، فإن من انقطعت به السبل ، أو أقعده المرض من أهل الذمة ، ولم يستطع أداء الجزية ، فإن بيت المال يفرض له راتبا يتعيش منه ...!!!
** عام النساء ....!!!
* كان الصراع بين الأسرة الساسانية الحاكمة لبلاد الفرس علي أشدهِ بعد موت كسري أردشير ، وكان ولاء قادة الجيوش الفارسية موزعا بين أمراء البيت الفارسي كذلك ، وهذا بلا شك قد أوهن مِن عزيمتهم .. مؤقتا .. في قتال المسلمين ..!!
*
.. فلما جاءتهم أنباء سقوط الحيرة بأيدي المسلمين ، أسقِط بأيديهم ، وشعروا بالخطر الداهم ، حيث لا تبعد المدائن عاصمة الفرس عن الحيرة سوي مائة وخمسين كيلومترا فقط... !!!!!
.. و المدهش أن خالد بن الوليد .. رضي الله عنه .. استطاع أن يفتح ثلثي الأراضي العراقية في 40 يوما فقط ..!!!
فقد كان فتح الحيرة في ربيع الأول سنة ١٢ هجرية ، و كان خالد قد دخل العراق في منتصف شهر الله المحرم من نفس السنة ، وهو رقم قياسي بلا شك ،
و هذا جعل الصديق أبا بكر رضي الله عنه في حالة من التخوف علي جند الإسلام في بلاد الفرس ، فالأراضي التي فتحوها واسعة وممتدة، وتحتاج عددا أكبر من عددهم للحفاظ عليها ..
، أضف إلى ذلك أن أبابكر الصديق كان يعِد الجيوش في هذا الوقت لبدء فتوحات الشام ، فقد لا يستطيع أن يرسل مددا للمسلمين في العراق إذا احتاجوا لذلك ، بل قد يحتاج أن يأخذ من جنودهم لدعم العمليات العسكرية في الشام ..!!
... ، و بناء على كل ذلك ، فقد أرسل الصديق رضي الله عنه إلي خالد يأمره بتهدئة الأمور ، وإبطاء سير الفتوحات مؤقتا ...!!
.. فتلقي خالد هذا الأمر بحالة من الهم و الحزن ..
، فطبيعة خالد لا تعرف الإبطاء كما رأينا ، بل كان سريع الحركة والانتقال ، وكان كما ذكروا عنه :
(( لا ينام .. ولا ينيم.. !!! ))
، و لكن خالد استجاب لأوامر الخليفة ..
، وكان يسمي هذه المرحلة المؤقتة التي استمرت قرابة العام (( عام النساء )) ، لأنه توقف فيها عن الجهاد .. كالنساء ..!!
.... (( يا حَسرَة على العباد ... )) ....
... و انشغل خالد في عام النساء بتأمين المناطق التي تم فتحها ، و عين في كل منطقة إدارة مدنية لضبط الشؤون الإدارية ، و إدارة عسكرية لردع من تسول له نفسه من الفرس أن يهاجم ما تحت أيدي المسلمين ....!!!
* تابعونا ....
استعمل هذا الرابط للانضمام إلى مجموعتي في واتساب: https://chat.whatsapp.com/BC7viGeTBpoCCaGgkpIaDR