صديقي العزيز... اعلم أنّك عندما أمسكت بورقة النتائج، كنت تحمل في داخلك عشرات الدعوات، وآلاف الأمنيات، وخيالًا يركض نحو النجاح. ثم جاءت الأرقام مخالفة لما تمنّيت، فهبط شيء في صدرك، وانطفأ منك شعورٌ كنت تنتظره طويلًا. لكن دعني أخبرك شيئًا، بل أكثر من شيء: نتيجتك لا تُلخّصك، وسقوطك في مادّة أو أكثر لا يُسقط جوهرك، ولا يُلغِي إصرارك. النجاح الحقيقي ليس أن تُحقّقه مرة، بل أن تنهض بعد كل إخفاق وتقول "لم تنتهِ قصتي بعد". من قال إن الورقة تحدد مصيرك؟ من أقنعك أن العلامات تُحدد قيمتك؟ بل هي لحظة عابرة في طريق طويل، والذين ساروا قبلك ومرّوا من هنا، يعرفون أن سقوط المادة لا يُسقط الإنسان، ولا يكسر الحلم. أنت أكبر من هذه النتيجة. وأقوى من هذا الظرف. فقط أعطِ نفسك الوقت، واغفر لها الانكسار، ثم عُد إلى الطاولة التي تحمل كتبك، إلى الكرسي الذي حفظ ملامحك، وقل: "أنا هنا من جديد، ولن أرحل قبل أن أترك بصمتي." 💡