جاءني طالبٌ ذات يوم، يطلب مني النصيحة في حفظ القرآن. جلس بين يديّ متلهفًا، بعينين فيهما بريق الأمل، وقال: "يا أستاذ، أوصني، دلني على طريق أحفظ فيه كتاب الله بإتقان." تأملته لحظةً، ثم ابتسمت وقلت له بكلمات وجيزة: "يا اخى ، لكل حافظٍ للقرآن، أو طالبٍ للعلم: اغضُض من صوتك ما دمتَ في غمار إنجازك، ولا تُجلِب بصوتك ليرى الناس سيرك، ففي الجلبة العثرة! ومن أكثر الحديث عن نيته انقطعت به، ومن سكت عن غراسه تكلمت عنه ثماره، وما استعان أحدٌ على الإتقان بخيرٍ من الكتمان." ثم نظرت إليه وأضفت: "اجعل عملك خالصًا بينك وبين الله، فإن الذي تعمل له يراك، ولو لم يرك الناس." أطرق الطالب رأسه، وقد فهم الرسالة، وانصرف وهو يقول: "عاهدت الله أن أكون ممن يعملون بصمت، ويحفظون القرآن بإخلاص." لقائله. قطع طفلك عن حفظ القرآن لمجرد بدء الاختبارات ترسيخ لوهم أن القرآن مانع له من التفوق الدراسي، ووالله ماوجدنا تفوقا إلا بالقرآن.