حسن عطاالله Hassan Attallah
حسن عطاالله Hassan Attallah
June 18, 2025 at 09:22 PM
خطيبتي ملتزمة ومؤدبة وعندها حياء ومطيعة وبتخاف على زعلي جداً لكن قصيرة شوية ورفيعة " عشان طالعة من امتحانات" سؤالي ازاي اطرد الوساوس والمقارنات اللي هتموتني وارضى بيها وأكون مرتاح البال؟ ج/ الحمد لله وحده. هذا يشبه سؤالا كنت أحب أن أجيبه، لكن لم أنشط ثم تاه. كان عن رجل يغض بصره دائما، ويحرص على ذلك جدا، فلما تزوج؛ أطلق بصره وافتتن بالنظر. فجاءت زوجته تسأل: مش المفروض الزواج بيعف الإنسان؟ في الحقيقة نحن نتعامل مع الزواج بمفهوم لا يرضي الله عز وجل! نعم، كما أقول لك. يظن الرجل أو تظن المرأة أن الزواج، هو "العلّة الفاعلة" للعفاف. أو المؤثّر الحقيقي القطعي في شهوة الإنسان، وأنه إذا تزوّج، فقد انتهت مشاكله مع شهوة النساء تماما. في الحقيقة هذه الفكرة غلط بامتياز. المتزوج يزني، ويفتتن بالنساء، وينظر إليهن شهوة. وكذلك المتزوجة. ولذلك شرع الله عقوبة زنا المتزوج والمتزوجة، فدل ذلك على أن الشريعة احتاطت من هذه الجريمة، واعتبرتها جريمة متوقعة، ليست نادرة. ولذلك أيضا جاء الأمر بغض البصر عاما للمؤمنين والمؤمنات، لا فرق بين متزوج وعزَب. ولذلك أيضا، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متزوجا بأكثر من زوجة؛ إلا أنه نادى على صاحبيه ليقول لهما: "إنها صفيّة".. وخشي عليهما من خواطر الشيطان، رغم أنه كان معتكفا في رمضان! فدل ذلك أن من طبع الإنسان ولو كان متزوجا أكثر من زوجة؛ أن يتطلع إلى النساء ويفتتن بهنّ. ولذلك خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبيه من الشيطان، أن يدخل لهما من هذه الثغرة الإنسانية. ولو كان من طبع المتزوج أن ينصرف عن النساء تماما، لما خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما. بأبي هو وأمي ودمي، عليه السلام. والإنسان الفاهم، يعرف أن الزواج "أغضّ" للبصر، و"أحصن" للفرج. لكنه مجرد سبب، ليس هو المؤثر الوحيد، في تقوى الإنسان.. وأنه يحتاج دائما إلى السبب الأعظم الذي يحجزه عن المعصية، الخوف من الله، وإرادة الدار الآخرة، وحب الله، والحياء منه. يحتاج ذلك قبل الزواج وبعد الزواج وحتى عند مجامعة زوجته! بالنسبة لك يا أخي: أشفق كثيرا على الشباب الذي يلهث خلف الصور الخادعة لنساء جميلات، أو يظنهم هو كذلك.. ثم إذا بحث عن زوجة، أراد أن يجمع فيها مواصفات ملفقة من ألف صورةٍ فاسقةٍ! أشفق عليه مرتين.. فالمرة الأولى؛ لأنه لن يجد ما يريد أبدا، فهو يبحث عن "مسخ"، تكون في خياله المريض بالشهوة الحرام. والمرة الثانية؛ لأنه لن يتعفف أبدا، ولن يغض بصره أبدا، ولن يحصن فرجه أبدا، ولو تزوج أعتى جميلات البشرية! العفّة والحصانة وصفاء النفس واطمئنانها بالزوجة والسكينة إليها وغض البصر عن الحرام؛ هذه أمور يرزقها الله لعباده الراغبين في كرامته. وقد امتنّ الله على "عباده" بها.. فهذه إنما تُطلب من الله، ويستعان على تحصيلها بالله، ثم إذا حصّلها الإنسان؛ أثابه الله، فالشكر لله المُنعم ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأنا لا أقول لك: لا تختر من تعجبك من النساء. لا. بل الشرع رغّب في أن تختار من تعجبك وتميل إليها نفسك، حتى تدوم العشرة بينكما، وتحبها وتحبك. لكن أقول لك: غض بصرك طاعة لله، وإذا مالت نفسك إلى امرأة فخطبتها أو تزوجتها، فاحمد الله، وإياك وخطرات الشيطان، فإنه ما زال يزيّن لك حتى يفسد عليك زواجك.. هذا من أحب شيء إليه. والله أعلم. الشيخ خالد بهاء الدين
❤️ 👍 11

Comments