💙🎀 روايات اسلاميه 🎀💙
June 6, 2025 at 11:48 AM
#رحلة_روان_فتاة_تنهض_بنفسها
ـ┛━━━━━🍃📚🍃━┗
الجزء الرابع:
امرأة في العاصفة
(من سلسلة قصة روان – فتاة تنهض بنفسها دينًا، نفسًا، وعلاقات)
كان صباح ذلك اليوم مشحونًا بأجواء مختلفة.
عادت روان إلى منزلها متأخرة، متعبة من يومٍ طويل، حين صدمتها نظرة أحمد الحادة. لم تكن كلماته قاسية، بل كانت لامبالاته أكثر ما يؤلمها.
قال وهو يحدق في الأوراق:
– روان، نحن بحاجة للحديث.
– عن ماذا؟
– عن تجاهلكِ لي الفترة الأخيرة.
هزّ رأسه بأسى:
– مش بس تجاهل… أنتِ ما عدتِ تهتمي مثل أول، ما تسألين عني، ولا تحاولين تسهّلين عليّ. أنا أحتاجك… وأنتِ غايبة.
كان الهواء ثقيلًا… وشيء داخلها انكسر.
أدارت وجهها بعيدًا، كما اعتاد قلبه أن يبتعد عنها.
في تلك الليلة، جلست على سجادة الصلاة، ودموعها تتساقط بحرقة.
رفعت يديها:
"يا الله… هل أحتاج أن أكون كل شيء؟ زوجة، أم، صديقة؟
هل ضعتُ في منتصف الطريق؟"
وفجأة، جاءها همس خافت في القلب:
"حين يضيق قلبك، تذكّري أن فرصك لا تنتهي… قد تنبُت من الألم زهور."
✍️ كتبت في دفترها:
"الندم ليس نهاية الطريق، بل بداية لتحوّل.
سأبدأ من جديد… مع نفسي، ومعه."
مرت الأيام، والوحدة تعمّ المكان، لكن روان قررت أن تُجيد التعامل مع هذا الصمت.
فكتبت رسالة بسيطة لـ أحمد:
"أحمد،
ربما لم أكن أنتبه كفاية… لكن لا شيء يهمني أكثر منك.
أعدك أنني سأحاول… لن أتركك، فقط امنحني فرصة."
كانت محاولاتها صغيرة، لكن المسافة بينهما كانت شاسعة…
وهي بحاجة لاكتشاف نفسها من جديد.
✍️ كتبت في دفترها:
"الوقت هو المفتاح، والألم هو الدافع.
لا أحتاج أن أكون مثالية… فقط صادقة."
وقفت ذات يوم أمام المرآة:
"هل سأعود كما كنتِ؟"
همست لها نفسها:
"لا… سأكون أفضل."
بدأت روان تعيد تشكيل حياتها كما النحّات مع الحجر، رغم الألم.
كانت كل صلاة، كل تأمل، ترسم ملامح قوتها الجديدة.
"اللهم اجعلني خفيفة على من أحب، وثقيلة أمام نفسي."
بعد أسابيع، قررت أن تتحدث معه.
في زاوية هادئة، بدأت تقول:
– أحمد، أنا آسفة… كنت أحاول أكون كل شيء، ونسيتك. نسيت أنني زوجتك قبل كل شيء.
– وأنا أيضًا أخفقت… توقعت منكِ أن تفهميني دون كلام.
بدأ الجليد يذوب، لكن البناء كان يحتاج وقتًا.
وكانت تجد العزاء في صحبة الله، وفي جلسات الصدق مع نفسها.
في أحد الأيام، دق هاتفها.
رسالة من صديقتها هند:
"عندنا لقاء للبنات، تعالي!"
ترد روان لأول مرة بثقة:
"أحتاج وقتًا لنفسي الآن."
وضعت حدًا، واختارت نفسها أولًا.
في تأملاتها كتبت:
"القوة ليست بالسيطرة…
بل بالثبات وسط العاصفة،
والقدرة على الوقوف، ولو وحدي."
في نهاية ذلك الفصل، كتبت روان:
"في العاصفة، لا أبحث عن مرفأ،
بل عن طريقة لركوب الموج بثقة."
تحسنت علاقتها بـ أحمد تدريجيًا،
لكن الأهم أنها بدأت تُعيد التواصل مع ذاتها.
في لحظة صفاء، رفعت يديها:
"اللهم اجعلني سكنًا، لا عبئًا… نورًا، لا ظلًا."
كانت تتطوّر… روحيًا، نفسيًا، وعاطفيًا.
كل مرحلة كانت تفتح بابًا جديدًا للشفاء.
وفي يومٍ ما، وقفت أمام مرآتها،
وابتسمت.
أخيرًا… رأت امرأة تعرفها جيدًا،
لكن هذه المرة: أقوى، أنقى، أصدق.
❤️
👍
😢
😮
62