التدريس ليس مجرد وظيفة، بل هو شغف ينبض بالحياة. التدريس هو عشق يسري في الدم، لا يفهمه إلا من ذاق لذة العطاء، ومن رأى في عيون طلابه بريق الفهم، ومن سمع في كلماتهم صدى ما زرعه من فكر ونور. المعلم فنان، لا يحمل فرشاة فقط، بل يحمل قلبًا نابضًا، يلون العقول لا الجدران، ويرسم الأحلام في سماء الطموح. وهو شاعر ينسج من كلماته عالمًا جميلًا، يتسلل إلى الأرواح، يلهم، ويوقظ في النفوس شعلة الأمل. التدريس أيها الزملاء ليس مهنة نقتات بها فحسب، بل أيضًا رسالة نحيي بها العقول، ونروي بها الأرواح، ونغرس في القلوب حب العلم والبحث والمعرفة، إنها مهنة الأنبياء، مهنة الإنسان لأجل الإنسان، نتعامل فيها مع أرقى مخلوق خلقه الله. الإنسان العاقل، المفكر، الطامح. نعم أيها الزملاء، التدريس متعب، مرهق، أحيانًا، لكنه تعب نحبه، ونعتز به. فأنت أيها المعلم _ لا تدري فقط، بل تشكل الوعي بذاته، تبني العقل، تساهم في صناعة إنسان يحمل الأمانة، خليفة الله عز وجل في أرضه. في الأخير تحية إجلال لكل معلم ومعلمة لكل إنسان يعمل في الحقل التربوي ويدعم هذه المهنة المقدسة.