#نصيحة الذي ينقل لك الكلام عنك هو من جرحك وأغضبك وآذاك، فإياك وإياه، لا تجالسه فإنه يمرضك، كثير منا يعلم إن هناك من يذمنا ويتكلم عننا من وراء ظهورنا بسوء، ولكننا نتعمد تجاهله ليبقى وراء ظهورنا على الدوام ويحمل أوزارنا، فنحن نتقدم ولو زحفا وهو يتأخر، نحن تخف ذنوبنا بإذن الله وهو يتحملها، فهل هناك أجمل من هذا الحال؟! أما أن يأتيك من ينقل لك عنك فهذا إن لم تجتنبه أقل شيء لا تكتم أمره، أكشف أمره ليتضح شره، وقل للذي يغتابك من خلفك فلان الفلاني هو من أخبرني بكيت وكيت وخلهم يروحوا ملح، فما هم إلا مغتاب ونمام، وما أجمل قول ابن الوردي رحمه الله في لاميته: غبْ عنِ النمّامِ واهجرْهُ فما ◇◇ بلَّغَ المكروهَ إلاّ مَنْ نقلْ يقولون عنك متكبر أو لا تتواضع دعهم وظنهم فيك فإنهم مسؤولون أمام الله عن مثاقيل الذر فما بالك بالبُهت من القول، فهم لا يعلمون ظروفك أولا، ولا يتثبتون من هذه الفرية ثانيا، ويحكمون ربما من موقف واحد ثالثا؛ وهذا حال أكثر الناس أنهم لا يسلكون سبيل التتبع والتثبت في الحكم على الناس حتى يكون حكما عادلا منصفا. وربما حملهم سوء ظنهم في الناس أو مرض الشك الذي أصابهم فحملُّوك ما لا تحتمل، وحكموا عليك بما أنت منه برئ؛ فإن أمراضا أخلاقية مثل: (سوء الظن) و(الشك) من أخبث الأمراض التي يُصاب بها كثير من الناس فتسوء ظنونهم وبالتالي أحكامهم والنتيجة تكون في سوء تصرافتهم. إذن لا تحزن ولا تلتفت فالله خير الحاكمين، علِّق قلبك بالله وراقبه وحده، واعلم أن لكل حقيقة وقت معلوم تتضح فيه وتبان لمن في قلبه خير، قال تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الأَنْعَامِ: ٦٧]. فالخلاصة: اصبر، لا تلتفت لمن هذا حاله، استعن بالله، اتق الله في نفسك وليعلم الله منك التواضع ومحبة الخير للجميع، وبذلك تكن أنت المُفلح بإذن الله تعالى بإحسانك الظن في الناس، ببعدك عن الشكوك وأمراض النفوس، ببعدك عن الأحكام الظالمة على الآخرين، بحبك الخير للجميع، ودع الظَلمة من الناس تتحمل أوزارها وأوزارا مع أوزارها، والحمد لله. #ابن_الشابرة (٢٢ ذو الحجة ١٤٤٦) https://whatsapp.com/channel/0029Va8GXzGHAdNQizzEJc2a