
فوائـــد سلفيـــة
June 20, 2025 at 07:03 AM
السؤال: ما حكم خطيب قام في الناس قائلًا: (المولد حلال.. حلال.. في ذمتي!)؟
الإجابة: ذمته هذه خربانة، والمولد النبوي بدعة، والعبرة ليست بالذمم وإنما هي بالأدلة، والدين قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وليست بدعاوى أحد كائنًا من كان، ولو كان الأمر موكولًا إلى كل أحد لكان ديننا عرضة للشك والريبة والتذبذب، فالكفار يقولون ذلك كما يقول الله عنهم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾; [العنكبوت:12-13]، فمن الفرية ترك الأدلة لقول فلان أو فلان بدعوى أنه سيتحمل تبعة ذلك في ذمته.
ولو فتح الباب لقال كل مبتدع: اتبعوا بدعتنا وأنتم في ذمي. وليس المبتدعة فقط بل والكفرة قاطبة من يهود ونصارى ومشركين- كما تقدم في الآية، وقد جعل الله ذلك فرية.
وهم يعتقدون أنهم على حق، وليس من الصعب أن يقول: (في ذمتي..)، وليس اعتقاده ملزمًا إياك إن لم يكن موافقًا للأدلة، وهو نفسه لا ينتفع باعتقاده المجرد من الأدلة مهما كان مقتنعًا به يسعى جادًا لأجله، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾; [الكهف:103-104].
----------------------
(1) شذرات من أوائل الدروس العامة للشيخ يحيى حفظه الله تعالى (ج).
تم ارسال هذه الرسالة عن طريق برنامج مجموع فتاوى الشيخ يحيى الحجوري:
👍
3