
فوائـــد سلفيـــة
June 20, 2025 at 07:10 AM
👆👆👆
سنة ونصف! ويسأل عن حكم ضرب أبنته؟!
ما أدري لماذا استفزني السؤال جدا، وأزعجني وكأنها ابنتي.
كنت أحب من الذي أجابه أن ينصحه ويزجره، ما هو يقول له: لا بأس بالضرب الخفيف؛ لأن مثل هذا الظاهر أنه محتاج لنصيحة وتوجيه حول مفهوم الأبوة وحول كيفية التعامل مع الأطفال من عمر سنة إلى سبع سنوات، الظاهر من سؤاله أنه غير مدرك مع من يتعامل وأظن لو نُبه لتنبه بدليل أنه يسأل!
وإلا بالله عليك ضرب خفيف لمن؟! هل يكون لعمر سنة ونصف؟! يا إخوان الرحمة الرحمة، الضرب الخفيف في عمر السبع سنوات لشيء يستحق وإذا اضطر للضرب الخفيف جدا، وإلا فغير الضرب أفضل، خاصة إذا كان الموضوع موضوع صلاة هذا يقال لك اضربه ولكن في عمر العشر سنوات وليس سبع، لأنه في عمر السبع يحتاج إلى تشجيع وشرح وتفهيم، فإذا لم يستوعب أهمية الصلاة منذ عمر السابعة إلى سن العشر سنوات حينها اضربه ضربا يؤلمه ولكن لا يضره، وقد قال ﷺ: "مُرُوا أوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أبْنَاءُ سَبْعِ سِنينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في المضَاجِعِ"، أخرجه أحمد وأبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
أما عمر السنة والنصف فهذا لا زال يرضع! لا يكون معه إلا الصبر والمحبة والرحمة، الله أعطاك من فضله ومنّ عليك بمولود فالذي ينبغي أن تفرح بذلك وتشكر الله عليه، ما هو تبحث عن فتاوى في كيفية الضرب وهو في عمر السنة والنصف، يا رجل سنة ونصف يعني ما زال يرضع، أنت مستوعب!
وقد قال النَّبِيَّ ﷺ في شأن من لا يرحم الأطفال: "إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ"، أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال ﷺ: "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"، أخرجه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.
فلا تنس أن الطفل في هذه السن غير مميز؛ يعني مجرد قطعة روح لا يدرك شيء، ولا يعرف الصواب من الخطأ، وما زال في طور استكشاف الأشياء من حوله، فهذا تربيته تكون:
1️⃣بالصبر والمحبة والحنان.
2️⃣تكلم معه وتصرف معه بلطف.
3️⃣بالتشجيع وإعطائه شيء مما يحب إذا صنع شيئا جيدا.
4️⃣اشرح له بكلمات أو حركات يفهمها في مثل سنه أن هذا الأمر خطأ ويضر بدون مبالغة حتى لا تخيفه، وأن هذا صواب وأمرٌ جميل ويمكنه فعله.
5️⃣بالقدوة الحسنة؛ ما هو تكون أبا سيئا في تصرفاتك ثم تريد الطفل أن لا يقتدي بك، أنت جليس خير أو جليس سوء، فكن قدوة حسنة حتى لا تتعب أولادك وتتحمل ظلمهم وإثمهم.
وتذكر دائما أنه لا يفقه شيء، ما هو تنسى وتذهب تعامله على أنه يدرك ما تدركه أنتَ! بعضهم ولده يكون في عمر السبع سنوات مثلا وإذا به يوبخه بعبارات مثل: أنت ما أنت رجال! أنت ما أنت مثل ابن فلان! أنت وجودك مثل عدمك! أهذه قلوب ترحم، نحن لا نقول دلعه حتى يطلع تيس لا يفقه شيئا، ولا أن تعنفه حتى يطلع معقد، خلك وسط، ووسط هنا يعني على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما هو على ما تعودتَ عليه خاصة في البيئات السيئة.
والله المستعان.
#ابن_الشابرة
(٢٤ ذو الحجة ١٤٤٦)
👍
💯
7