من يوم أن سمعت هذه العبارة في مطلع حياتي: "اللهم أهلك الظالمين بالظالمين.. واخرجنا من بينهم سالمين" لم ترق لي.. وشعرت -وما زلت- بالغثيان تجاهها. فإنها تحمل بلادة وجبنًا وموتًا لا يليق بالمسلم الذي يربيه الإسلام بنصوص الذكاء والشجاعة والحياة على ما يظهر ذلك بوضوح في نصوص القرآن والسنة. وإذا أردت أن تلمس شيئًا من أثر هذه العبارة السيئ فضعها في مقابل هذه الكلمات الحية: "اللهم اكسر بنا شوكتهم. اللهم نكّس بنا رايتهم. اللهم أذل بنا قادتهم. اللهم حطّم بنا هيبتهم. اللهم أزل بنا دولتهم. اللهم أنفذ بنا قدرك فيهم بالزوال. اللهم أنفذ بنا قدرك بهم بالزوال والتدمير والتدبير. اللهم حقق بنا آمال شعبنا بالعودة والتحرير." لعلك الآن تدرك بعض ما أريد قوله.. إن كثيرًا منه يدرك بالبصيرة من غير تقرير. إن مثل هذا الدعاء والذي قبله كمثل الحي والميت! - أحمد الجوهري