رِواء الروح ~•
رِواء الروح ~•
June 17, 2025 at 07:43 AM
ممكن سؤال: في لحظة الخلاف… هل الصمت المطلق، وقطع وسائل التواصل، والتجاهل المقصود، هو أسلوب ناجح لإصلاح الطرف الآخر، أو إيصال الألم الذي بداخلك؟ الرد: الصمت في موطن البيان، والجفاء في لحظة الاحتياج، لا يربيان نفسًا، ولا يُقوّمان سلوكًا، بل يفتحان للشيطان بابًا، وللقلوب مسافة، وللظنون مجالًا… حينما تختار أن تصمت لأنك غاضب، وتتوقف عن الحديث لأنك موجوع، وتغلق الأبواب ظنًا أنك تُربي أو تُهذّب… فأنت في الحقيقة تُبعد، وتؤلم، وربما توصد بابًا كان يُمكن أن يُفتح بكلمة. يزيد الطرف الآخر غضبًا، وبعدًا، وتمسكًا بموقفه، وقد يفتح بذلك بابًا للشيطان في التفسيرات والظنون. في العلاقة الزوجية، الحلّ لا يكون بإغلاق القلوب، بل بفتحها عبر الكلمات، لا تضع حظرًا، لا تهجر فراشه أو رسائله، بل عبّر عمّا أوجعك. لكن عبّر بهدوء لا بانفعال، فلو بكيت أو صرخت أو انفجرت، لن تُسمع رسالتك، بل سيتردد صداها في صورة “ردة فعل”، لا “نداء وُدّ”. الهدوء لا يعني ضعفًا، بل هو سِمَة القوي الذي يزن كلماته بموازين الرحمة والعقل. والمحبّ لا يعاقب بالصمت، بل يُربي بالتواصل، ويُداوي بالكلمة الطيبة، ويقرب لا يُقصي. قل: “أنا متألم، لكني أحتاج أن نتحدث.” ولا تقل بلسان الحال: “سأصمت حتى تعود أنت، أو تفهم وحدك”… فما خُلقنا لنُعاقب بعضنا بصمتنا، بل لنتقارب ونرتقي بكلماتنا. أسماء المحيميد
❤️ 👍 🤍 8

Comments