
🌹🌷المواعظ النافعة 🍁🌹
June 12, 2025 at 09:59 PM
🌴 نعمة الأمن في الحج 🌴
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، حمد الشاكرين لنعمائه، الخاضعين لجلاله، المعترفين بفضله، المستسلمين لآلائه، الراجين رحمته وإحسانه. وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى، خير من لبى وسعى، ووقف بالمشاعر، ودعا، وبكى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى.
أما بعد،
فإن من أعظم النعم التي يُحمد عليها الرب جل وعلا، ويُشكر عليها سرا وجهرا، ما منّ به على عباده هذا العام من تمام نسكهم، ونجاح موسم الحج، مصداقا لقوله تعالى: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله}، حيث توافدت جموع الحجيج، فأدوا المناسك في أمن وطمأنينة، ونظام محكم، وخدمة متقنة، محفوفين بالعناية والرعاية، في ظل دولة بذلت جهدا عظيما، وسهرت على راحة الحجيج، ورفعت شعار الخدمة والإكرام.
وما كان ذلك ليتأتى لولا توفيق الله أولا وآخرا، ثم بما يسره من الأسباب، وهيأ له من الأعوان،ووفق له ولاة أمر جعلوا خدمة الحرمين شرفا، والتيسير على قاصديهما واجبا، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وإن مشاهدة هذه الجموع المليونية قد فرغت من حجها في أمن وسلام، لهي نعمة تستوجب الشكر، لا سيما في زمن تضطرب فيه الأحوال، وتُسفك فيه الدماء، وتُنتهك فيه الحرمات، في بلدان طالها الفتن، وعمّها الخوف. فالحمد لله الذي أنعم علينا بأمن الأوطان، واجتماع الكلمة، وحفظ الشعائر، وتمكين السنن، وإقامة الشرائع، وبقاء الجماعة.
وفي مثل هذه المناسبات العظيمة، يحسن التذكير بما هو واجب مستقر، من لزوم الجماعة، وطاعة ولاة الأمر في المعروف، والنأي عن أسباب الفتنة والفرقة، فإن الجماعة رحمة، والفرقة عذاب، ومن أعظم الشكر على النعمة أن تُبنى على علم نافع، وعمل صالح، ونصح خالص لله ورسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وصف مرصوص، وطاعة محكمة.
غير أن الأمة قد ابتليت بأقوام مردوا على الفتنة، من أهل البدع والعلمنة، زُين لهم سوء فعالهم، فانطلقت ألسنتهم تلوك البهتان، وتُهون من عظيم ما قُدم، حسدا على ما أنعم الله، وبغيا على أهل الفضل، حتى تطاولوا على الشعيرة العظمى، وجعلوها مادة للسخرية والطعن، فما ذاك إلا من عماية القلوب، ومرض الصدور، وفساد الطوية.
فهؤلاء، وإن تزينوا بزينة الغيرة، فما هم إلا أبواق فتنة، وأذناب جماعات مريبة، ومخططات مظلمة، يعششون في أوكار الحزبية المنتنة، يسوؤهم ما يُفرح المسلمين، ويغتاظون من نعم الله على عباده، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، ويعلي كلمته، ويبقي بيته مثابة للناس وأمنا.
ولا يفوتنا أن نخص بالشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على عظيم العناية والرعاية بالحرمين وقاصديهما، ونسأل الله أن يجزيهما خير الجزاء، وأن يبارك في جهودهما، ويزيدهما توفيقا وتسديدا.
كما ندعو لكل من خدم ضيوف الرحمن من جنود وأطباء ومرشدين وعاملين، ممن بُذلت على أيديهم أسباب النجاح، فجزاهم الله خيرا، وأثابهم على ما قدموا، وكتب لهم الأجر والمثوبة.
ونسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، ويغفر ذنوبهم، ويعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين، قد رجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، طهرهم النسك، وتزودوا من التقوى، وسُطرت لهم صحائف بيضاء، ودعوات مستجابة، وسعي مشكور.
وحج البيت فرحة كل قلبٍ
وكعبته لمشتاق أتاها
فها حجاج بيت الله طافوا
يؤدون الشعائر في ذراها
فوارباه أكرمهم بعفوٍ
وإحسان يضيء لهم سناها
وإقلاع عن العصيان دومًا
وتثبيت النفوس على هداها
وبارك يا مهيمـن في بلادٍ
لها فضل وإحـسان تناهى
نسأل الله أن يديم علينا الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وأن يبارك في بلاد الحرمين، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يُرينا المواسم عاما بعد عام، ونحن في طاعة ونعمة، ووحدة وجماعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
✍🏻عبد العزيز بن علي (المدينة النبوية)
👍
1