
ذكر الله حياة القلب
June 19, 2025 at 07:12 AM
رسالة إلى المروجين للخنوع والانبطاح أمام الغرب الكافر، وإلى من فرّط في العزّة والكرامة من دعاة الإرجاء:
إننا نرى في هذا الزمان من يقف موقف التبرير والتطبيع مع الذل والهوان، ويهوّن من شأن العزّة والكرامة، ويزهد في استقلال القرار ومواجهة الهيمنة، وكأن الإسلام لم يُشرِّع العزّة، ولم يجعل الذلّ للعدو من علامات الخذلان.
تأمّلوا في إيران، على ما فيها من ضلال في العقيدة، إلا أنها ثابتة على مبدئها، تدافع عن مصالحها بقوة، وقد عجزت قوى الغرب مجتمعة عن إخضاعها أو تركيعها على برنامجها النووي، بل ها هي اليوم، من منطلقات مصالحها، تهز كيان العدو المحتل، وتُشهر تحدّيها للغرب بلا وجل.
وانظروا إلى كوريا الشمالية، دولة وثنية لا تؤمن بالله، لكنها متمسكة بمواقفها، تعتز بكيانها، وتصبر على الحصار والتضييق، وتقاوم الابتزاز الدولي بثبات، حتى صار الغرب يَحسب لها ألف حساب.
فهل يُعقل أن أهل الباطل يتمسكون بباطلهم، ويصبرون على الضغوط، ويواجهون خصومهم بكبرياء وشموخ، بينما أهل الحق، أهل السنة، يتخلّون عن عزّتهم، ويذوبون في التبعية، ويُستَعبدون من الغرب سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا، وكأن لا عزّة لهم إلا بالرضا الأمريكي أو الحماية الغربية؟
إنها مفارقة تستدعي التأمل، وتستوجب النهوض، فالعقيدة الحقّة إن لم تكن مقرونة بالعزيمة والإباء، فلن تُثمر في الواقع، ولن تصنع مجدًا.
👍
1