عندما تَحرمْ دماغك من مصدر متعته التي اعتاد عليها ، فإنّه يَفقدْ توازنه ويصبح غير مستقر ، يصبح مثل الطاولة حين تنزع رجلا من أرجلها . وفي هذه الحالة يجد الدّماغ نفسه أمام خيارين : الأوّل ، أن يجعلك تشعر بالألم الشّديد ، وبكل طريقة ممكنة كيّ يشجعّك على إعادة رجل الطّاولة إلى مكانها . والثاني ، أن يتقبّل أنّ رجل الطّاولة لن تعود ، ويجد طريقة أخرى ليستعيد توازنه من جديد بدونها . وبالطّبع فإنّ الدماغ يجرّب الخيار الأوّل في البداية ، ولكنّه بعد فترة يستسلم للخيار الثاني ، ويبدأ بالعمل بناءًا عليه ، مع محاولة الضغّط باتّجاه الخيار الأوّل من حين لآخر . وفي النهاية سيبدو وكأنّ الدّماغ قد تمكّن من استعادة توازنه ، وهكذا يتخلّى عن الخيار الأوّل نهائيّا ، بعد أن يكون قد نجح في تطبيق الخيار الثّأني نجاحاً تامّاً . .