دروس الشيخ محمد عمر بازمول -مفتي مكة المفوض
دروس الشيخ محمد عمر بازمول -مفتي مكة المفوض
June 19, 2025 at 01:47 PM
لفتات لا يقال: إن البنت إذا بلغت سن الرشد، استقلت ولها الحرية في أمرها. لأن المرأة مهما بلغت من السن فهي تحتاج إلى ولي عند نكاحها، ووظيفة هذا الولي أن ينظر في ما يصلح لها من الأكفاء ليزوجها. فإنه (لا نكاح إلا بولي). ولأن المرأة إذا سافرت لا تسافر إلا مع محرم أو زوج، "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر من غير محرم أو زوج". لأن المحرم يحميها ويخدمها ويجنبها من الأجانب. ولأن المرأة تحتاج إلى من ينفق عليها، وهذا يجعلها بحاجة إلى والدها وأخيها وعمها وجدها وولدها، ليقوموا بالنفقة عليها.{ ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰ⁠مُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ اموالهم} [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٣٤] وإذا تذكرت فوق ما تقدم أنها ضعيفة ففي الحديث: " "اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة". ومن ضعفها أن لا تحسن التصرف في المال، حتى أنه نقل في تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) (النساء:5). قال في زاد المسير: "المراد بالسفهاء خمسة أقوال: أحدها: أنهم النساء، قاله ابن عمر. والثاني: النساء والصبيان، قاله سعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، والفراء، وابن قتيبة. وعن الحسن ومجاهد كالقولين. والثالث: الأولاد، قاله أبو مالك، وهذه الأقوال الثلاثة مروية عن ابن عباس، وروي عن الحسن، قال: هم الأولاد الصغار. والرابع: اليتامى، قاله عكرمة، وسعيد بن جبير في رواية. قال الزجاج: ومعنى الآية: ولا تؤتوا السفهاء أموالهم، بدليل قوله تعالى: (وَارْزُقُوهُمْ فِيها) وإنما قال: «أموالكم» ذكراً للجنس الذي جعله الله أموالاً للناس. وقال غيره: أضافها إِلى الولاة، لأنهم قوّامها. والخامس: أن القول على إِطلاقه، والمراد به كل سفيه يستحق الحجر عليه، ذكره ابن جرير، وأبو سليمان الدمشقي، وغيرهما، وهو ظاهر الآية"اهـ. فهذا كله يؤكد أن المرأة لا تكون مستقلة بنفسها، بل هي تحتاج إلى والد أو عم أو جد، أو أخ أو زوج أو ولد، ليكون راعيا لشأنها قائما بمصالحها. وبالله التوفيق. محمد بن عمر بازمول 22 ذي الحجة 1446هـ علق علي بلقاسم بو عبدالله جزاه الله خيرا بما يأتي مما يثري المنشور: ‏قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ). ️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فهذه مريم احتاجت إلى من يكفلها ويحضنها، حتى اقترعوا على كفالتها، فكيف بمن سواها من النساء؟ وهذا أمرٌ يُعرَف بالتجربة: أن المرأة تحتاج ‏من الحفظ والصيانة إلى ما لا يحتاج إليه الصبي، وكل ما كان أسترَ لها وأصونَ كان أصلحَ لها. جامع المسائل المجموعة الثالثة(ص٤١٧)
👍 4

Comments