"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 10, 2025 at 12:42 PM
🌴هذا الحبيب الحلقة « 60 » من 🌴السيرة النبوية العطرة (( أخلاق أبي جهل )) : جاء رجل أعرابي من خارج مكة يريد أن يبيع إبلاً له ،فاشتراها منه أبو جهل وقال له : عد إلي في الغد وسأعطيك المال ، فلما جاءه الأعرابي وطالبه بثمن الإبل ماطله أبو جهل اليوم وغدا  ، اليوم وغدا . فجاء هذا الرجل إلى قريش وهم جالسون في أنديتهم ، ولم يكن أبو جهل جالساً معهم فناشدهم بكعبتهم وبحرمتها أن ينصروه ويأخذوا له حقه من ( أبي جهل). المستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وجدوها فرصة لهم ،وقالوا : لعلنا ننتصر لأبي الحكم على محمد فقالوا للرجل : لا يحصّل لك المال إلا ذلك الرجل محمد الذي عند الكعبة ( يريدون الاستهزاء برسول الله) . جاء هذا الأعرابي إلى رسول الله وكلمه بشأن المال فذهب صلى الله عليه وسلم معه إلى بيت أبي جهل وأرسلت قريش خلفهم خادماً ليستطلع لهم الخبر، فلما اقترب صلى الله عليه وسلم من باب أبي جهل قرع الباب ،فرد أبو جهل مِن داخل البيت مَن بالباب ؟!! فقال صلى الله عليه وسلم : أنا محمد ، اخرج إلي ، يقول الرجل(الأعرابي) الذي مع النبي صلى الله عليه وسلم [[وقد أسلم فيما بعد ]] فخرج أبو جهل منتقعاً لونه يرتعد ويرتجف .. وقال :نعم يا بن سيد قومه ، نعم يا بن عبد المطلب .. ما حاجتك ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : أعط هذا الرجل حقه ،فقال أبو جهل : نعم وأبيك .. لا تنصرف حتى أعطيه حقه ، فدخل وجاء بأكياس فيها الدراهم وأعطى الرجل المال فقال  أبو جهل للأعرابي:هل أخذت حقك ؟ فقال له الرجل : نعم فقال أبو جهل : فاشهد يا محمد أني أعطيته حقه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل : اذهب فقد أخذت حقك فذهب الرجل إلى أندية قريش وقال لهم : جزيتم خيراً جزيتم خيراً  ،لقد أخذت حقي فتعجبت قريش من كلام الأعرابي !! ثم جاء الرجل الذي أرسلوه كي يستطلع لهم الخبر فقالوا له :ويلك ما الخبر . فقال لهم : واللات والعزى لم أر عجباً مثلما رأيته اليوم ، فما أن قرع محمد الباب على أبي جهل، حتى خرج منتقعاً لونه يرتجف ولا يملك نفسه فقال له محمد : أعطه حقه فجاء بالمال ودفعه إليه ،وأشهد محمداً على ذلك . وبينما كان ذاك الرجل يحدثهم بما جرى ، دخل عليهم أبو جهل فقالوا له  :ويلك يا أبا الحكم ، لقد أرسلنا إليك محمداً لتنال منه ، فكيف حدث ذلك ؟!! قال لهم : لو رأيتم ما رأيت فقالوا له :عُدنا لما ترى فقال : واللات والعزى وأنتم تعلمون أني لا أخشى أحداً ولكن أتذكرون ذلك الفحل الذي حدثتكم عنه في المرة الماضية؟ جاء الآن مع محمد ووقف على الباب فاتحاً فاه ينتظر لو قلت لا ، لالتقمني يا قوم ما أن قرع محمد الباب ، حتى اهتز البيت كله كأنها زلزال.. فقلت من بالباب ؟ قال : أنا محمد ، فدوى صوته في بيتي كأنه صاعقة وكأنه صوت مئة رجل فلماذا تلومونني !! هذا ما حدث فضحك القوم على أبي جهل وقالوا : لقد سحرك محمد . [[ومع هذا كله لم يؤمن أبوجهل لأن الكفر عناد ]] . ضاق أبو جهل بهذا الموقف فقد أصبح سخرية عند قريش فهو يخاف من محمد وكلما أراد أن يؤذيه يتخيل له فحل يرعبه ، فاشتعل الغيظ في قلبه ، فأراد أن يحفظ شيئاً من كرامته ، فتصرّف تصّرفاً سيئاً كان وبالاً عليه ،  وسبباً في إسلام حمزة أسد الله  وسيد الشهداء رضي الله عنه وأرضاه . ______ _ وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى …. صلوا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم . 🌴🌴🌴🌴

Comments