
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 14, 2025 at 10:45 AM
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد
رسولا، وجبت له الجنة"
فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها علي يا رسول
الله، فأعادها عليه، ثم قال:
"وأخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة في الجنة
ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض".
قال: وما هي يا رسول الله؟ قال:
"الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله"
📒رواه مسلم
═🍂🍃══════════════
═🍂🍃══════════════
شرح الحديث:
وفي هذا الحديث يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا»، أي: من اعتقد بقلبه وأقر بلسانه بكون الله سبحانه ربا ومالكا مع الرضا بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرضا بدينه والتسليم له، واعتقد بقلبه وأقر بلسانه بأن دين الإسلام هو الدين الحق، مع الرضا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم والانقياد له، ومات على ذلك؛ «وجبت له الجنة»، أي: ثبتت وتحققت له هذه البشرى؛ فلا بد له من دخول الجنة قطعا، وإن دخل النار لاستيفاء ذنوب عليه لم يخلد فيها، فعجب أبو سعيد رضي الله عنه لأجل هذه الكلمات؛ لما فيها من عظم فضل الله على عباده الموحدين، فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدها عليه مرة أخرى، ولعله أراد أن يحفظها ويستبشر بها، فأعادها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال صلى الله عليه وسلم بعدما أعادها له: «وأخرى»، أي: وكلمة، أو فائدة، أو خصلة أخرى مما يتعجب لها، فيتعين أن يرغب فيها، وأجرها أن يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة، والدرجة المنزلة الرفيعة، ويراد بها غرف الجنة ومراتبها التي أعلاها الفردوس، «ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض»، وهذا يدل على أن أنواع النعم على المتصف بهذه الخصلة وثوابه يتفاضل تفاضلا كثيرا، فسأل أبو سعيد رضي الله عنه عن تلك الخصلة الأخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» مرتين، وفي هذا الأسلوب تفخيم أمر الجهاد، وتعظيم شأنه، والمراد بالجهاد هنا هو الذي يكون بالنفس، فهو أعظم أنواع الجهاد.🌸