🌴هذا الحبيب الحلقة « 65 »🌴 السيرة النبوية العطرة ((الوليد بن المغيرة )) : لمارأت قريش الآيات تردّ عليهم ، وهم أهل شعر علموا أنه ليس قول محمد  ، وأن هناك قوة خارقة تردّ عليهم وتحفظ كيان النبي صلى الله عليه وسلم وبعدما شاهدوا آية القمر وأعرضوا عنها وتشاوروا بينهم فقالوا :محمد لم يستجب لنا ، فماذا نصنع ؟؟ فقال لهم سيد من سادة قريش اسمه {{ الوليد بن المغيرة}} . قال الوليد : أنا أكفيكم محمداً، فقام الوليد بن المغيرة وكان قبل هذا اليوم لا يتدخل بمثل هذه الأمور  ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يفاوضه ويجادله فلما انتهى من الكلام ،قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا خالد ؟ فقال : نعم ،فقال فاسمع مني {{وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ، قرأ له صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن }} . فخرج الوليد من عنده متغير اللون متأثراً وكان عالماً بالشعر ، فلما دخل على قريش قالوا له : ما الخبر يا أبا خالد ؟!!قال : يا قوم لقد سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن !! {{ وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو و لا يعلى عليه }} فقالوا له : لقد سحرك محمد !!! فتركهم ومضى وظنت قريش أنه سيدخل في دين محمد . ذهب الوليد إلى بيته ، وهو يفكر ويتدبر الآيات التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم . وعندما انصرف الوليد إلى بيته قالت قريش : واللات والعزى إن دخل الوليد بدين محمد فسوف تدخل قريش كلها معه فأصابهم حزن شديد ، ولا يدرون ماذا سيفعلون فقال شيطان هذه الأمة وفرعونها [[ أبوجهل ]] وكان الوليد عمه بالنسب قال :لا تقلقوا أنا سأتصرف فإنه عمّي وأنا أعلم الناس به . ذهب أبو جهل إليه فوجده جالساً قد وضع يده على رأسه ويفكر بالآيات التي سمعها من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له ابو جهل : يا عم فقال :نعم ، قال والله :كم حزنت ! فقال له : وما الذي أحزنك ؟ فقال ابو جهل : كلام سمعته من قريش !! فقال الوليد : وما هو ؟ فقال له :يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض،ونظن أن الوليد ذهب إلى محمد ، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد ، فيأخذ هذه العروض ، ويتقاسمها مع محمد ، فلماذا يفعل ذلك؟! إن كان يريد الوليد المال نجمع له المال ونعطيه إياه ليبتعد عن محمد ،فغضب الوليد من هذا الكلام ،وقال له : قم بي إلى قريش ذهب أبو جهل مع الوليد بن المغيرة إلى نادي قريش فلما وصلا وقف الوليد وقال لهم : يا معشر قريش أتزعمون أن محمداً مجنون ، هل سمعتموه يزمجركمايصنع المجانين؟ قالوا له لا، قال : أتزعمون أن محمداً كاهن فهل رأيتموه يوماًيتكهن ويفعل كما تفعل الكهنة ؟!! فقالوا له :لا قال : أتزعمون أن محمداً شاعر هل سمعتموه يوماً أنه قال شعراً ؟ فقالوا : لا ،فقال : أتزعمون أنه كاذب هل منكم من أحد جرب عليه الكذب يوماً ؟ فقالوا : لا ، يا أبا خالد أوجز أوجز ،وقل رأيك فيه ، فأطرق رأسه وسكت ،  وجلس يفكر وهو يعلم أن الذي سمعه من النبي ليس بكلام بشر ولابجن ولكن يريد أن يكذب قناعته من أجل أن يرضي قريش ، ويرجع لمكانته فيهم و لا تهتز منزلته بينهم فقال :أعتقد أن محمداً ساحر ، ألا ترون أنه إذا قرأ شيئاً فرق به بين المرء وزوجه ،وبين الولد وأبيه وأهله ، فلا يعد يحب أهله ، ولا أهله يحبونه ؟ فارتجت قريش كلها بالتصفيق والتصفير والفرح ، ثم قال : نبعث لأهل مكة والقبائل خارجها رجالاً ونقول لهم إن محمداً ساحر وقد تفوق على جميع السحرة . انتشر الخبر فحزن صلى الله عليه وسلم من هذاالكلام فأنزل الله تعالى جبريل مواسياً له بقوله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم {{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ }} . {{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا }} : ذرني ((دعني)) يا محمد فأنا أعرف كيف أتصرف معه وسأريك ما سأفعله به فأنا الذي خلقته وحيداً في بطن أمه وأنا أعلم بأصله . {{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا  }} {{ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا }} مامعنى سأرهقه صعودا ؟؟🌼🌸🌼