"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 17, 2025 at 11:45 AM
رسالة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون: من قلب امرأة عرفت الإسلام حقًا من السيدة / مريم بترونين إلى السيد / إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية السلام على من اتبع الهدى، أما بعد... وصلني أنك في حالة من الذهول، تتساءل: كيف لامرأة فرنسية بيضاء، كاثوليكية، نشأت على تعاليم المسيحية طيلة 75 عامًا، أن تعتنق الإسلام بعد أربع سنوات قضَتها أسيرة لدى المسلمين؟ دعني أشرح لك الأمر ببساطة يا سيد ماكرون... نعم، كنت أسيرة عند المسلمين، لكنهم لم يسيئوا إليّ قط. بل عامَلوني باحترام وتقدير، قدموا لي الطعام والشراب، وفضّلوني على أنفسهم رغم فقرهم وقلة مواردهم. لم يتحرش بي أحد لا لفظيًا ولا جسديًا، ولم يسبوا ديني، ولا المسيح عيسى عليه السلام، ولا السيدة مريم العذراء كما يفعل البعض في فرنسا مع نبي الإسلام محمد ﷺ. لم يفرضوا عليّ الإسلام، لكنني رأيته مجسّدًا في سلوكهم. رأيت أناسا يتطهرون بالماء، يصلون لربهم خمس مرات في اليوم، ويصومون شهر رمضان بإيمان. سيد ماكرون، هؤلاء المسلمون في مالي فقراء، صحيح. بلادهم لا تعرف برج إيفل، ولا يستخدمون عطورنا الفاخرة، لكنهم أنقى بدنًا، وأطهر قلبًا. لا يملكون سيارات فارهة، ولا يقطنون الأبراج العالية، لكن عزتهم في السماء، وعقيدتهم أثبت من الجبال. هل سمعت يومًا تلاوة القرآن في صلاة الفجر؟ حتى لو لم تفهم، فإنك ترتجف عند سماعه، وتشعر بأنه ليس من كلام البشر، بل لحن سماوي من عند الله. وحينها، يتولد فيك شوق لمعرفة معاني تلك الآيات التي يرددونها بخشوع. سيد ماكرون، هل جربت أن تسجد لله سجدة واحدة، تضع فيها جبهتك على الأرض، وتهمس بخوفك وألمك وشكرك لله كما يفعلون؟ هل شعرت يومًا بالقرب الحقيقي من الله؟ نساءهم قد تكون بشرتهن سوداء، لكن قلوبهن أنصع من الحليب. ثيابهن بسيطة، لكنهن جميلات في عيون أزواجهن، عفيفات لا يختلطن بالرجال، لا يشربن الخمر، ولا يلعبن القمار، ولا يزنِين. هم يحبون الأنبياء جميعًا، وعلى رأسهم عيسى عليه السلام، ويوقّرون أمه السيدة مريم، حتى إنني سميت نفسي باسمها من كثرة ما رأيت من حبهم لها. وقد تسألني: > "كيف يحبون المسيح أكثر منا؟" أجيبك: نعم، لأننا باسم المسيح ارتكبنا المجازر، ونهبنا خيرات الشعوب، وسفكنا دماء الأبرياء في بلادهم، ثم وصفناهم بالإرهاب حين دافعوا عن أنفسهم. بينما هم عامَلونا نحن، الأسرى، بأخلاق المسيح التي نسمعها في الكنائس لكن لا نطبقها. سيد ماكرون، لم أعلن إسلامي في مالي كي لا يُقال إنني اعتنقته تحت الإكراه، بل آثرت أن أعلنه هنا، في فرنسا، وأنا حرة، لأوصل رسالة الإسلام إلى الفرنسيين، وإلى أوروبا بشقيها: المسيحي والملحد. الإسلام، هذا الدين الذي تحاربه ليل نهار، قد ملأ قلبي وروحي، فلم أعد أرى في فرنسا ما يفوق مالي جمالًا، رغم فقرها. بل قررت العودة إليها، بعد أن أُبلغ أهلي بهذا الدين، ليذوقوا ما ذقته من حلاوة الإيمان، ويعرفوا الله الواحد الأحد، الرحمن الرحيم وأدعوك أنت أيضًا، سيد ماكرون، أن تراجع نفسك، وتعيد النظر في موقفك من الإسلام، هذا الدين الذي هو رسالة كل الأنبياء، من آدم، مرورًا بعيسى، وختامًا بمحمد ﷺ. والسلام على من اتبع الهدى. { مريم بترونين }🌸

Comments