"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 17, 2025 at 11:55 AM
🌴هذا الحبيب الحلقة « 66 » من 🌴 السيرة النبوية العطرة (( انتهاء المفاوضات )) : انتهت المفاوضات ولم تصل إلى أي اتفاق ، ورأت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستجيب لها ، وأنهم لن يؤمنوا به أبداً ، وأن أتباعه يزيدون يوماً بعد يوم حتى دخل في دينه بعض أبناء أشراف قريش . رجعت قريش للغة القسوة والتعذيب فاجتمعواواتفقواعلى بند جديد وهو أنه لا يكفي تعذيب العبيد والمستضعفين بل يجب أن يذهب كل رجل إلى أهله وأقاربه الذين أسلموا ويعذبهم كما يعذب العبيد والخدم وهكذا وقع العذاب على العبيد وعلى أشراف قريش معاً . طلبت قريش من بني هاشم أن يعذبوا محمداً كما يعذبون أبناءهم فلم يرض أبو طالب وضاعف حمايته ، وهو كبير بني هاشم وقال قصيدة استنفر فيها ضمير بني هاشم فلم يقرب أحد من النبي صلى الله عليه وسلم  بل أعلن بنو هاشم في مكة كلها ، إننا درع نحمي محمداً بأنفسنا  ، ولن يناله سوء ما دامت عين هاشمي تطرف في هذه الحياة ، وهذه من الحمية والغيرة القبلية . فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه في منعة أهله ، وغيره يعذبون ، لم يرض لأصحابه هذا التعذيب ، ولكنه لا يملك لهم شيئاً فقال لهم : أرى أن تتفرقوا في البلاد حتى يأذن الله بجمعكم مرة أخرى فقالوا  : أين نذهب يا رسول الله ؟؟ فقال : إلى الحبشة فإن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد هاجر من أصحاب النبي كل من كان يقدر على الهجرة ، فكان أول المهاجرين {{عثمان بن عفان رضي الله عنه مع زوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم }} فلما استأذن عثمان الرسول في الخروج وودعه ،قال صلى الله عليه وسلم : إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام فلما سمع باقي الصحابة كلام النبي تشجّعوا على الهجرة إلى الحبشة . المهاجرون في الهجرة الأولى كانوا  { عشرة} رجال و { خمس } نساء . { خمسة }رجال كانوا متزوجين و{ الخمسة الآخرون لم يكونوا قد تزوجوا } ، وكانوا جميعاً من أشراف قريش وليسوا من عامة الناس إلا {{عامر بن ربيعة وزوجته ليلى }} وهنا لنا وقفة : كان عامر وزوجته ممن يعذبان في قريش وكان عمر بن الخطاب يعذب من يدخل في هذا الدين الجديد ويعيش صراعاً داخلياً في نفسه ، فقد تأثر {{عمر بن الخطاب}} بالجارية لبيبة وكانت جارية في بني عدي وعمر من سادة بني عدي فكان يضربها حتى يتعب من كثرة الضرب ثم يقول لها: والله ما تركتُكِ إلا كلالا لأني تعبت من كثرة الضرب ، فترد عليه بثبات مذهل وتقول: انظر ما فعل الله بك !! . وعندما هاجر المسلمون إلى الحبشة وعامروزوجته ليلى رضي الله عنهما معهم جهزوا متاعهم للسفر وكانت الهجرة في الليل ، تقول ليلى : ذهب زوجي عامر يتفقد الطريق قبل خروجنا ووقفت أنا عند المتاع فإذا بعمر بن الخطاب يمر بدارنا وكان أشد قريش لنا إيذاءً فلما رأيته يقترب قلت :سلم اللهم سلم قالت : فلما رآني ونظر إلى المتاع وقف وسلم وقال : عمتم مساء ، فقلت : وأنت يا بن الخطاب !!  قال : ما الخبر قلت : آذيتمونا في الله وفي ديننا فنحن نريد أن نضرب بالأرض ونهاجر ، تقول ليلى : فرقّ عمر رقة لم نعهدها عنه من قبل وفاض قلبه بالحزن والحنان ، وظهر ذلك على وجهه وقال :صحبكمُ اللهُ يا ليلى قالت : فلما رأيته بتلك الطيبة، رجوت الله أن يسلم في تلك الساعة .. جاء زوجي عامر فقلت له: لقد مر بنا عمربن الخطاب فجفل زوجي وخاف وتوقف عن الحركة ، فقلت له :لا عليك لا تخف لقد رأيت منه طيبة لم أرها عليه من قبل ،لو رأيت ياعامر عمر ورِقَّته وحزنه علينا ! قال: أطمعتِ فى إسلامه؟ قالت: نعم قال: فلا يُسلم الذي رأيت حتى يُسلم حِمَارُ الخطاب فمن المستحيل أن يسلم عمر انطلق المهاجرون وكان كل الذين هاجروا من أصحاب الأموال والثروة فقد تركوها وتركوا أعمالهم لله ولرسوله .. لحقت قريش بمن هاجر ، ولكن الله حفظهم فلم يقدرواعلى الإمساك بهم فرجعوا إلى مكة خائبين ، ووصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فشكر الله على سلامة قومه . ملاحظة [[هذه الرحلة لا يوجد فيها مقابلة ولا مناظرة مع النجاشي،وهي في الهجرة الثانية إلى الحبشة وذلك لما كان عددهم فوق الثمانين صحابياً ]] وقبل أن نكمل نقف هنا عند حدث عظيم مهم ،ألا وهو إسلام {{عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه }} بكل تفاصيلها __ وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى …. صلوا على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .🌼🌸🌼

Comments