
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 19, 2025 at 10:20 AM
🌴هذا الحبيب الحلقة « 67 » من 🌴السيرة النبوية العطرة ((إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجزء الأول)) :
حدثتكم من قبل عن قصة إسلام {{ حمزة بن عبدالمطلب }} عم النبي صلى الله عليه وسلم وفي إسلام حمزة رضي الله عنه أعز الله الإسلام كثيراً لأن حمزة هو أقوى رجل في قريش، وهو فتاها وفارسها .
بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة ،أسلم رجل عظيم آخر،وبإسلام هذا المؤمن الجديد سيغير الله تعالى به حركة التاريخ .
هذا المؤمن الجديد هو {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه، وكلنا يعرف مَن هو عمر .
هاجر عدد من الصحابة إلى الحبشة كما قلنا في الحلقة الماضية وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، يعاني من قريش ما يعاني .
بعد خروج هؤلاء الصحابة بسبعة أيام ، ناجى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في جوف الليل ، ودعاه : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمرو بن هشام [[ أبو جهل ]] أو عمر بن الخطاب (( وفي رواية أخرى اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب )) لأن الدعوة إلى الإسلام أخذت تمر في لحظات حرجة ، فلماذا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لكل من عمرو بن هشام [[ أبي جهل ]] أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل في الإسلام؟
الجواب لأن كلاً منهمامن الشخصيات الإيجابية في قريش ولهما وزنهما الاجتماعي ، والإسلام في هذه المرحلة -وفي كل وقت - بحاجة إلى شخصيات إيجابية مثله ولذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه : بهذا الدعاء ، لأنه تعالى يعلم أي الرجلين أخير للإسلام )) وكان عبد الله بن مسعود وجمع من الصحابةيسمعون هذا الدعاءمن فم النبي الشريف ، ويقولون آمين.
من هو عمر بن الخطاب ؟ :
عمر بن الخطاب أقوى رجل في قريش ومعروف بقوته البدنية لأنه يمارس رياضة المصارعة .
أسلم عمر وعمره ستة وثلاثون عاماً- وهو طويل جداً حتى قيل إنه إذاركب فرسه وصلت قدماه إلى الأرض ، وإذا مشى مع أحد من قريش كان أطول منه .
كان رضي الله عنه أبيض البشرة ، أصلع ، طويل اللحية ، في أطرافها شقار ، ومن ينظر إليه يعلم قوته وحزمه وصرامته .
كان رضي الله عنه ذا هيبة ،جهوري الصوت ، وإذا مشى أسرع .
وكانت لعمر بن الخطاب منزلة رفيعة في قريش قبل إسلامه فقد عمل في التجارة وربح منها ، وأصبح من أغنياء قريش ، وعلى الرغم من سنه الصغيرة ، فقد كانت له مكانة كبيرة بينهم ،فكانوا يأتون إليه ليقضي بينهم في خصوماتهم .
وكانت قريش ترسله سفيراً لها إذا حدثت مشكلة بينها وبين قبيلة أخرى
وعندما جاء الإسلام كان عمر من أشد قريش عداوة للمسلمين، فكان ممن شارك في تعذيب ضعفاء المسلمين.
وكان عمر كثير التضييق على الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أنه كان يسير خلفه،ويمنع الناس من الحديث معه ، أوالاستماع إليه، ولا يتركه عمر إلا عندمايدخل صلى الله عليه وسلم إلى بيته .
وفي ذات يوم من الأيام التفت الرسول إليه وقال له : يا عمر ألا تتركني ليلاً ولا نهاراً ، ولذلك عندما دخل عمر في الإسلام بكى كثيراً وعند موته بكى أيضاً وقال ويل لعمر إن لم يغفر له رب عمر .
كثير من الصحابة الذين أسلموا متأخراً،وتذكروا بدايتهم في الإسلام كانوا يبكون ندماً على كل لحظة فاتتهم ويرجون غفران الله لهم رضي الله عنهم وأرضاهم جميعاً .
عمر بن الخطاب في يوم من الأيام تعرّض للرسول صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل في كل يوم فذهب إلى بيت الرسول فوجده قد خرج إلى الكعبة ، ووقف يصلي عندها فجلس خلفه ينتظره حتى يكمل صلاته،وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة {{الحاقة }} فيقول عمر : فجعلت أعجب من تأليف هذا القرآن ، فقلت في نفسي ما هذا والله بشعر ، وليس محمد بشاعر كما تقول قريش، فقرأ الرسول : {{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًامَاتُؤْمِنُونَ }}
فقال عمر في نفسه أيضاً بل هو كاهن
فقرأ الرسول{{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَاتَذَكَّرُونَ }} ، فيقول عمر فوقع في قلبي شيء من الإسلام .
كان الصحابة جالسين في دار الأرقم ومن ضمنهم {{ خباب بن الأرت }} فقد أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مهمة تعليم القرآن لفاطمة بنت الخطاب [[ أخت عمر بن الخطاب ]] وزوجها سعيد بن زيد [[ وهو ابن عم عمر بن الخطاب ]] وكانا قد أسلما ويكتمان إسلامهما بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً عليهما من بطش عمر وهما يعلمان أن عمر لا يسكت على ذلك ، فلربما قتلهما من غير تعذيب ، فأمر رسول الله فاطمة وزوجها سعيداً ألا يعلنا إسلامهما،والرسول سيرسل لهما خباب إلى بيتهما ليعلمهما القرآن فكان خباب في بيت سعيد وزوجته فاطمةأخت عمر لأجل ذلك .ولكن قدر الله وإرادته تغلبان كل شيء إذ أن عمر في تلك الليلة كان في قهر وغضب شديدين لأن حمزة قد أسلم قبل ثلاثة أيام ،وقد ضرب أباجهل بقوسه فشج رأسه وأبو جهل من أخوال عمر فغضب عمر لذلك الأمر غضباً شديداً وانقهر ، لذلك ذهب يبحث عن أي صديق ليجلس معه ويشربان الخمر ، فلم يجد أحداً فذهب إلى الخمارة فوجدها مغلقة ، ثم ذهب إلى نادي قريش فوجدهم متفرقين ومهمومين ويفكرون كيف يُرجعون الذين هربوا إلى الحبشة من أتباع محمد ؟؟ فوقف وقال في نفسه وقد اشتعل غضباً ، من محمد هذا ؟؟ لقد سفّه أحلامنا وكفّر آباءنا وفرّق جماعتنا ، ألا يوجد من يقتله ؟ ثم قال :ولم لا أكون أنا ؟ سأقتل محمداً وأريح مكة منه فقرر أن ينهي هذا الصراع في نفسه ، وينهي كذلك الانقسام الذي كانت عليه قريش، وأراد كذلك أن ينتقم من إهانة خاله أبي جهل .
قرر عمر أن يقوم بالأمر الذي لم تستطع قريش كلها أن تقوم به، وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم .
فانطلق عمر يبحث عن النبي والشر بين عينيه لا تخفى ملامحه ، ماسكاً سيفه ، ويمشي في طرقات مكة غاضباً يبحث عن محمد كي يقتله .
---------------
وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في الجزء الثاني من هذه الحلقة الخاصة عن
(( إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه )) .
صلوا على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .