
جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ICTS
June 13, 2025 at 04:30 PM
في أرضٍ تنبتُ الصبر والرجال، وُلد مهند علوان مطر الاعاجيبي عام 1992 في السماوة، مدينة الطيبة والكرامة، كَبُرَ بين دروب ناحية الهلال، حيث البساطة تزيّن البيوت، وحيث القلوب تنبض بالولاء للعراق. كان يحمل في ملامحه هدوءاً يُخفي قوةً جبّارة، كأن في داخله نداءً ينتظر لحظة الاستجابة: نداء الوطن.
وعندما اكتمل عمره، التحق بصفوف جهاز مكافحة الإرهاب، ودخل عدة معارك منها معركة مصفى بيجي، حيث الموت يحوم فوق رؤوس الرجال، وحيث لا يُحسم النصر إلا بدماء الأبطال، كتب الشهيد (مهند علوان مطر الاعاجيبي) سطوره الأخيرة في حياةٍ عاشها بكل شرفٍ وصدق.
كان ذلك اليوم، 2015/4/15، يوماً من أيام العراق العظيمة، ذلك الشاب البسيط ذو القلب الشجاع، كان يقاتل على مدار 90 يوماً وأكثر أثناء حصارهم في مصفى بيجي مع رفاقه في معارك شرسة ضد التنظيم الإرهابي، يقاتل كأنما يحمل العراق كله على كتفيه، لم يعرف التراجع، لم يرتبك أمام الخطر، فكان السيف الذي يشقّ طريق النصر وسط الظلام.
المعركة كانت قاسية، لكن الإرادة كانت أصلب من الحديد، وبفضل الله ثم ببطولة الرجال أمثال مهند، تكللت بالنجاح، تحررت المنطقة، وتراجع العدو مدحوراً.
لكن الجسد الذي يحمل الروح العظيمة كان قد تعبت عروقه. مهند كأنما يستنزف بقايا قوته، وسط بنايات محطمة ومصفى محاصر على مدار 90 يوماً قاتل قتال الأبطال حتى أراد الله لقائه بتاريخ 2015/4/15، وعرجت روحه إلى خالقها، لكن بقيت ذكرياته بين رفاقه وأهله ومحبيه محفورة في عقولهم، بقيَ مهند حياً في ذاكرة العراق، في كل نداء وطن، في كل انتصار، في كل دمعة فخر، نم قرير العين يا بطل… فقد وفيت بعهدك، وبقي اسمك نورًا لا ينطفئ في دروب الشرف.
#سنبقى_منتصرين
❤️
😢
👍
🙏
😂
😮
318