
مركز الأحقاف للدراسات الاسترايجية والإعلام
June 16, 2025 at 06:51 AM
*(شروق) والحياة من جديد.. ويافع تنتصر : دية بـ3 ملايين ريال سعودي تُنجز في 24 ساعة*
الأحقاف نت / خاص / 16 يونيو 2025م
في واحدة من أكثر القصص الإنسانية إثارة للجدل والتأمل، تحولت قضية الشابة اليمنية "شروق أحمد علي" من شبح الإعدام المؤكد إلى لحظة نجاة عظيمة، بعد أن نجحت قبائل يافع في جمع مبلغ الدية البالغ 3 ملايين ريال سعودي خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، لتوقف تنفيذ حكم القصاص بحقها في المملكة العربية السعودية.
"معاشي تبغى أعيش".. صرخة هزّت الضمائر
انطلقت شرارة الحملة إثر مقطع مؤثر ظهرت فيه شروق باكية تناشد: "معاشي تبغى أعيش.. ما معي بعد الله إلا أنتم". لم يكن مجرد رجاء عابر، بل نداء حياة حملته الآلاف على أكتافهم، وانطلقوا يتسابقون للنجدة كأنهم ينقذون أختًا أو ابنة من لهيب السيف.
يافع تنهض كجيش من الكرامة
من الداخل إلى الخارج، من التجار إلى البسطاء، ومن الشيوخ إلى الشباب، تداعت قبائل يافع كما لم تفعل من قبل، ورفعت الصوت عالياً: "شروق في ذمتنا". لم يُترك بابٌ إلا طُرق، ولا منصة إلا زُلزلت بنداء التضامن. في أقل من يوم واحد، تدفقت التبرعات من كل حدب وصوب، لتكتمل الدية، ويُرفع السيف عن رقبة فتاة باتت عنوانًا جديدًا للوفاء.
أبو أنس الصافي .. رجل صنع المعجزة
الشيخ المعروف أبو أنس الصافي قاد الحملة بعقلية منضبطة وإرادة لا تلين، فنسّق الجهود، وأدار اتصالات الداخل والخارج، حتى أعلن رسميًا: "نُبشّر الجميع باكتمال مبلغ الدية ورفع الخطر عن شروق". وأضاف: "هذه رسالة لكل من يظن أن النخوة ماتت.. ها نحن نثبت أن الدم لا يُشترى، وأن الكرامة لها أهلها".
الإعلام يتفاعل.. و"يافع" تكتب اسمها بحروف من نور
الصحفي عادل عبدالله اليافعي كتب منشوراً مؤثراً جاء فيه: "يافع تكمل دية فتاة في ظرف ساعات.. والحمد لله على سلامتها، وعودتها القريبة لأهلها. يافع.. وما أدراكم ما يافع!"
أما وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اشتعلت كأنها ساحة احتفال جماعي. مقاطع البكاء تحولت إلى مشاهد فرح، والأمل حلّ محلّ القهر. عشرات الفيديوهات والتصاميم والمنشورات سجّلت لحظة الانتصار وكأنها انتصار أمة.
لم يكن المشهد غريبًا على من يعرف تاريخ يافع. مواقفها لا تُعد، وتضحياتها لا تُحصى. هي القبائل التي طالما كانت الملاذ لكل مستجير، والسند لكل مظلوم، والدرع لكل امرأة هُددت أو أُهينت. في تعليقات المتابعين قيل الكثير:
"يافع لا تخذل، ومن في ذمتها لا يُمس.. دمك غالٍ يا شروق.. شكرًا لمن بقيوا رجالًا في زمن التصحر الأخلاقي!"
قصة للزمن.. ونبض إنساني لا يُنسى
اليوم، تنجو شروق من السيف. لا لأن القانون عفا، بل لأن أمة بأكملها وقفت ضد موتها. أصبحت قصتها رمزًا للأمل، ودليلًا على أن في زمن الهوان لا يزال هناك من ينهض للحق. وأن الكرامة ليست شعارًا فارغًا، بل مسؤولية لها ثمن.. وثمنها هذه المرة كان 3 ملايين ريال سعودي.
لكن القيمة الحقيقية؟ كانت في العيون التي دمعت، والقلوب التي خافت، والأيادي التي دفعت. كانت في هذا الإجماع العفوي على أن "روح الإنسان لا تُقدر بثمن".
خاتمة
في وقت يتحدث فيه العالم عن حقوق الإنسان نظريًا، جاءت "يافع" لتطبقها فعليًا. أنقذت حياة، وأعادت الثقة في أن القبيلة ليست فقط إرثًا بل أخلاق، وأن المجتمعات لا تزال قادرة على أن تصنع الفرق حين توحدها النية الصادقة والضمير الحي.
هذه ليست قصة فتاة فحسب، بل درسٌ في الإنسانية، ورسالة للمستقبل بأن شروق قد نجت.. لكن الأهم أن الضمير العربي لا يزال حيًا، مادامت هناك قلوب مثل قلوب أهل يافع.
الأحقاف نت
-المزيد على رابط الخبر
https://alahgaf.net/?p=24668
قناتنا على التلجرام
https://t.me/alahgafnet
حسابنا في الانستقرام
https://www.instagram.com/alahgaf_net?igsh=dDMzMm5sOWJkdGNu
قروب الواتساب
https://chat.whatsapp.com/KKo5YfhSxS14cY38VYYDLJ
صفحه المركز في الفيس بوك
https://www.facebook.com/share/1ZsFWG2Emm/