خاطرتي اقتصادية وليست طبية: يخطئ من يعتقد أن نجاح بعض المشاريع الصغيرة يعتمد فقط على المال، لأن هناك مشاريع رأس مالها الحقيقي ليس المال، وإنما همم عالية، ومبدعة، ومتفائلة لدى من يشرفون على هذا العمل. فريق العمل القادر على صياغة خطط متجددة للعمل وتسويق الخدمات، هو الفريق الذي يستطيع تجاوز العقبات. فلربما فشلك في صيد السمك ليس عيبًا في البحر، وإنما لأنك في المكان الخاطئ، أو لأنك تتبع وسائل غير فعّالة. ومن خلال تعاملي مع كثير من الشباب الحضارم، لمست لديهم هممًا عالية، وحرصًا على بناء وتطوير أنفسهم، رغم الظروف الصعبة، ومتطلبات الحياة الغالية، وإلحاح أسرهم على سرعة جني المال. للأسف، كل هذه العوامل السلبية دفعت بعضهم للتخلي عن أحلامهم وإبداعهم؛ فمع الفقر والحاجة قد تصمت الأفكار الإبداعية، وأحيانًا قد تكون هي السبب في انطلاقة إبداع أعظم. كل ما أتمناه من الجامعات، والمعاهد، والمدارس، وأماكن العمل، هو إيقاظ روح الإبداع والتجديد لدى كل حضرمي، وألّا يكبَحوا عنفوان شبابنا بمناهج ومقررات وواجبات ووسائل مملة، قديمة، وكثيرة. قد تجد طبيبًا صينيًا مثلًا، قد وصل إلى تخصصه النهائي ومهارته، رغم أن عمره ٢٧ عامًا، بينما في هذا العمر لا يزال لدينا الطبيب العام، الذي ينتظره عشر سنوات أخرى ليصل إلى ما وصل إليه نظيره الصيني. فكرة سنوات الدراسة الطويلة، ودوامات العمل المملّة، لم يأتِ بها القرآن، ولم تكن موجودة في زمن العلماء والمخترعين والمبدعين المسلمين القدامى، وإنما هي من صناعة الإنسان الحديث، التي تسببت في تراجع تقدم المسلمين. رؤية د. جمال باصهي *🔈 للاشتـراك فـي قنـاة الحلكي السيباني للسفريات علـى الواتسـاب :* https://whatsapp.com/channel/0029Va8TRzO9RZAShRYDoG1g