لِـ عَائِشَةَ ♥︎.
لِـ عَائِشَةَ ♥︎.
June 19, 2025 at 01:30 PM
موسى عليه السلام لما أدركه جند فرعون عند البحر، وكان أمامه البحر وخلفه الجند، قال أصحابه: "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" فتعامل موسى عليه السلام مع الموقف بثبات وثقة، فقال لهم: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" [الشعراء: 62]. وقد تكون هناك طُرُق كثيرة، ولكنها طرق هلاك، ولو استسهلتها دون التبصُّر واللجوء إلى الله، فستظنها سهلة ولكن يكمن فيها الهلاك. وموسى وقومه – بمقاييس الدنيا كلها – إما البحر وإما جند فرعون، لا مفرّ! ولو كنا معه، لما ثبتنا، ولربما اتهمناه في عقله! قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [يونس: 22] فأوحى الله إلى موسى أن: ﴿اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ [الشعراء: 63] فانفلق، فكان نجاةً لهم أولاً، وهلاكًا لغيرهم. فذَاتُ الأسباب قد يُنجيك الله بها، وقد تهلك بها. وكذلك في غزوة بدر، نزل المطر، فكان طهارةً للمؤمنين، وثباتًا لأقدامهم، ومَزَلَّةً وزَلَقًا للمشركين. قال تعالى: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ [الأنفال: 11]. فوعورة الطريق ومشقّته ليست دليلًا على غضب الله أو الهلاك، لكنها امتحانات، يُنَجِّي الله فيها من يشاء، ويُهلك من يشاء، بعدله وحكمته وعلمه بعباده. ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصّلت: 46].
❤️ 🤍 👍 😭 💕 🙏 🌸 🌹 89

Comments