
المكتب الإعلامي في الحولة
June 10, 2025 at 07:43 PM
#مقال_رأي | لن تنهض منطقتك إن بقيت تنتظر!
بقلم: أسامة المصطفى
في وقت تمر فيه بلداننا بتحولات عميقة وتحديات جسيمة، لا يليق بنا أن نكتفي بدور المتفرجين، فالأوطان لا تُبنى بالشعارات، ولا تنهض بالانتظار، بل بسواعد أبنائها، وعزيمتهم على التغيير، آن الأوان أن نتحول من مجرد متابعين لما يجري من حولنا، إلى صانعي أثر، إلى روّاد مبادرة، وإلى شركاء فعليين في إعمار ما تهدّم وإصلاح ما فسد.
إن بناء البلد لا يقتصر على الحكومات أو المؤسسات الكبرى، بل يبدأ من الفرد، من الوعي الصادق بأن لكلٍّ منا دوراً في رسم ملامح الغد، قد يكون هذا الدور في عمل خيري بسيط، في مبادرة شبابية تطوعية، في حملة نظافة، في تعليم طفل محروم، أو حتى في فكرة تُنقذ حارة بأكملها من الظلمة، من يُبادر اليوم، يُمهّد الطريق لأجيال الغد، ويمنح وطنه بصمة لا تزول.
روح التطوير التي نحتاجها ليست ترفاً فكرياً، بل ضرورة، لا ينبغي أن نرضى بالجمود ولا أن نقنع بالحد الأدنى، نحتاج إلى من يزرع شجرة لا ليأكل ثمرها، بل ليظلّ الناس تحت ظلها، نحتاج إلى من يرى المشكلات ويقترح الحلول، لا إلى من يعدد أوجه العجز ثم ينسحب بهدوء.
وفي سبيل ذلك، لا بد من تهذيب النفس عن "سفاسف الأمور"، فتلك الانشغالات السطحية تستنزف طاقتنا وتُغرقنا في جدالات فارغة، دون أن نُقدّم أي نفع، كم من وقت ضاع في القيل والقال، وكم من طاقات هُدرت في تتبّع الآخرين بدل التقدّم على درب الإنجاز!
لقد آن لنا أن نهجر ثقافة التواكل والانتظار، صوتك مهم، ووجودك أثمن مما تظن، كن من أولئك الذين يُحدثون الفرق لا من الذين ينتظرون أن يتحرك غيرهم.
لا تنتظر الفرصة.. كن أنت الفرصة.
لا تنتظر أن يتغيّر الآخرون.. كن أنت التغيير.
لا تنتظر أن يُبنى وطنك.. بل بادر ببنائه.
فالبلد الذي نحلم به لا يأتي بالصدفة، بل يصنعه من آمن به وعمل لأجله، رغم قلة الإمكانيات، ورغم صعوبة الظروف.
#المكتب_الإعلامي_الحولة #حمص #الحولة
https://www.facebook.com/share/p/19MWSyaSzf/
❤️
👍
2