
المكتب الإعلامي في الحولة
June 15, 2025 at 04:39 PM
#مقال_رأي | الوطن لا يُبنى باللوم... بل بالأيادي المشمرة
بقلم: فاطمة العلي
ليس من السهل أن ننهض من تحت ركام بلد أنهكه القمع، وأن نبني من جديد على أنقاض الوجع والدمار، لكننا، شئنا أم أبينا، ورثنا وطناً منهكاً، مدمّراً في مؤسساته، ممزقاً في نسيجه، ومحطّماً في تفاصيله، وبعد سقوط نظام الأسد، لم نرث وطناً، بل تركة ثقيلة من الخراب والمسؤولية، ومساحة مفتوحة من الأمل والعمل.
العمل من أجل النهوض ليس تفضّلاً، بل واجب على كل من يحمل في قلبه ذرة حب لهذا الوطن، ثمة من قرر أن لا ينتظر أحداً، وأن يتحمّل مشقة البداية من الصفر، يعمل ليل نهار في سبيل ترميم ما يمكن ترميمه، ويزرع بذور النهوض في كل شبر تطاله يداه.
في منطقة الحولة، لا تزال البدايات متواضعة، لكنها حقيقية، قد يبدو في نظر البعض أن ترميم جسر، أو افتتاح مركز طبي، أمر بسيط لا يُذكر، لكن الواقع أن هذه الأعمال تُبنى على جهد مضنٍ، وساعات طويلة من التنسيق والعمل، وربما مصاعب لا تُرى بالعين المجردة، إنها خطوات صغيرة في مظهرها، كبيرة في معناها، لأنها تُبقي جذوة الأمل مشتعلة، وتؤسس لمرحلة مختلفة عنوانها: "نحن هنا، نبني".
واجبنا جميعاً أن ندعم هذه الجهود، لا نستخفّ بها، ولا ننسفها بكلمة محبطة أو تعليق ساخر، الكلمة الطيبة صدقة، والدعم المعنوي وقودٌ للاستمرار، إن لم تكن قادراً على العمل، فلا تكن عقبة في طريق من يعمل، وإن كنت راغباً في المساهمة، فالميادين مفتوحة، والمؤسسات تحتاج كل يد صادقة.
كفى قيلاً وقالاً، الوطن لن يُبنى بالشكوى، بل بالأفعال، لا تنتظر من يصنع لك التغيير، كن أنت أحد صُنّاعه، افتح قلبك للعمل، وشجّع، وساند، وخذ بيد من بادر، ففي النهاية، نحن جميعاً مسؤولون عن شكل هذا الوطن بعد نهوضه، وكلٌ منا يختار: إما أن يكون جزءاً من البناء، أو عبئاً عليه.
#المكتب_الإعلامي_الحولة #حمص #الحولة
https://www.facebook.com/share/p/1Zu74LyrBF/
🇸🇾
🙏
2