
الشيخ الدكتور محمد الصغير
June 18, 2025 at 05:25 PM
•يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
•ولي مع سيد قطب - رحمة الله عليه - تاريخ طويل: كنت معه في كلية دار العلوم سنة 1928
ولكني نسيت ذلك ونسيَه .. ثم عاركته فيمَن عاركه في معركة " العقّاد و #الرافعي "، وكان يومئذ أكرهَ الناس إليّ وأبغضَهم إلى قلبي ...
شتمته وشتمني وأنكرته وأنكرني ...
•ثم لمّا ألّف كتابه "التصوير الفنّي في القرآن"
رأيت فيه فتحًا جديدًا في دراسة القرآن،
وكتبت أثني عليه بعدما هجوته وشتمته ...
•ثم كانت المفاجأة لي أني كنت يومًا في دار " الرسالة " عند الأستاذ الزيات، فدخل رجل رأيته دقيق العود أسمر اللون، هادئ الطبع ساكن الجوارح، يكاد يكون خافت الصوت قليل الكلام ..
فسلّمت عليه سلامَ من لا يعرف الآخر، فضحك الزيات وقال: ألا تعرف خصمك اللدود "سيد قطب"؟
•فوجئت حقًا، لأني كنت أتصوّره ضخم الجسم بارز العضلات، تقدح عيناه شرارًا، كالمصارع الذي ترونه في المصارعة الحرّة، يضرب رأسه بالحديد ويضرب رأس خصمه بالحديد !
•كنت بادئ الأمر في صفّ، وكان هو في صفّ آخر، كنتُ أنا في صفّ " الرافعي" وهو أقرب إلى الجهة الإسلامية، وكان هو في صفّ " العقّاد " قبل أن يؤلّف العقّاد كتبَه الإسلامية، ثم اقترب منّا بكتابه " التصوير الفني في القرآن "، ثم أعطاه الله ما أرجو أن أُعطى نصفه أو رُبعه . . أو حتى عُشره، فَعَلَا عليّ وسبقني وصنع ما لم أصنع مثله حين ألف " الظلال " ثم أعطاه الله النعمة الكبرى التي طالما تمنيتها. ولم أعمل لها:
ترجو النّجاةَ ولم تَسُلُكْ مَسالكَها ...
إنّ السّفينةَ لا تَمشي على اليَبَسِ.
•أعطاه ما كنت أتمناه ..أعطاه الشهادة في سبيل الله ...
من ذكريات الطنطاوي || الجزء الخامس.