تفسير القران الكريم ومُجمع القصص، وسلاسل دينية، اسكريبت، اذكار، موضوعات دينية 🤎🌱
تفسير القران الكريم ومُجمع القصص، وسلاسل دينية، اسكريبت، اذكار، موضوعات دينية 🤎🌱
June 8, 2025 at 04:36 PM
* فين هديل؟ * نايمة، سيبيها شوية. * نايمة؟! الساعة 8؟ دي أول يوم مدرسة. * أنا صحيتها من بدري، وقالتلي هتقوم… مش عارفة. **دخلت أوضتها… قلبي اتقبض.** الباب مفتوح، والشباك مقفول، والسرير فاضي. هديل مش موجودة. * هديل؟ * هديل؟ **فتحت الدولاب… لقيت ورقة.** > "أنا رايحة المدرسة مع سُمية ما تصحيش ماما… خاليها تنام، باين عليها تعبانة." **هديل عندها 13 سنة… بس عاقلة زي الكبار.** --- مرّت الساعات… الموبايل بيصفر من كتر الرسائل… كلها جملة واحدة: > "الزلزال وصل مدرستكم؟!" زلزال؟ فتحت التلفزيون… مدرسة "نور الهدى" الابتدائية، الصورة على الشاشة، المبنى نازل نصه أرض. وأسماء… أسماء… أسماء والاسم اللي كان ناقصني… **هديل.** * أنتو بتقولوا إيه؟ * هديل مش من ضمن المصابين؟ * طب حد كلّمني من المدرسة؟ * ليه أنا آخر واحدة تعرف؟ **انهارت الأرض تحت رجليّ… أكتر من انهيار المدرسة نفسها.** قعدنا بالساعات بندور… ونلاقي صور… وشهادات… وجثامين. لحد ما قالولنا: > "بنات فصل 2/3 تحت الأنقاض… ما فيش حد طلع حي." --- بعد أيام… صمت مريب أنا نور، أختها الكبيرة. كنت دايمًا بزعقلها علشان صوتها العالي، وكنت بقولها: * "أنتِ صدعتيني." * "يا بنتي اسكتي." * "مش لازم تحكي كل حاجة، احفظي أسرارك." وهي… كانت دايمًا بتحكي… وبتضحك… وبتحضن الكل. **ودلوقتي… مفيش هديل.** وكلنا ساكتين… ساكتين لدرجة الخرس. -- قعدت في أوضتها، على سريرها، بصيت لصورتها وقلت: * ليه يا رب؟ * ليه تاخدها؟ * ليه مش أنا؟ * هي كانت صغيرة، نقية، بتصلي، وبتحبك. * تاخدها ليه وهي عندها 13 سنة؟ * دي ما لحقتش تعيش. * * تاخدها ليه… وسايبني؟ **سكت… وبكيت… وصرخت… ومحدش رد.** بعد أسبوع، وأنا بدوّر في حاجتها، لقيت صندوق صغير، مكتوب عليه: > "أسراري اللي بحب أحتفظ بيها" فتحت الصندوق… ولقيت مفاجأة. * ورق صغير مكتوب فيه: * "النهاردة دعيت لماما بالشفا." * "أنا صليت قيام الليل لأول مرة!" * "نفسي أحج وأنا صغيرة، ممكن ربنا يختارني؟" * "أنا بحبك يا نور، حتى لو مش بتبينيلها دايمًا." * "نفسي أموت شهيدة… عارفة الشهيد بيشوف مكانه في الجنة؟" **شهيدة؟!** **فضلت ماسكة الورقة دي وببكي كأن هديل بتطبطب عليا.** --- جاتلي ماما، حضنتني، وقالت: * يا نور… أنا زعلانة؟ آه بس معترضة؟ لأ. * يا بنتي، إحنا مش هنشوف هديل تاني… * بس هديل خلاص راحت لمكان أحسن، وربنا ناداها، وسمعت النداء. > "إن الله اصطفى من خلقه شهداء، واختار من عباده من يسبق إليه." وبعدها فهمت… **أنا كنت بزعل على إننا خسرنا هديل، لكن الحقيقة… هديل كسبت الجنة.** وأنا كنت مفروض أجهز نفسي ألحقها… مش أعيط على فراقها. --- دخلت أصلي لأول مرة من بعد الحادث بس مش صلاة تأدية واجب دي كانت *صلاة اعتذار.* * يا رب… سامحني، أنا زعلت منك، وكنت بفكر زي ما الناس بتفكر، إنك خدت أعز حد عندي. بس فهمت إنك اخترتها… وإني لو بحبها بجد، أفرح لها، وأدعي أكون زيها. بقينا نزور هديل، مش علشان نبكي، علشان نقرأ لها قرآن ونحكي لها عننا عن ماما اللي بقت تصلي قيام الليل وعن بابا اللي بطّل يسمع الأغاني وعني اللي بدأت أحفظ القرآن بنية أوصل لها…في الجنة. المهم عزيزي القارئ العبرة من القصة الصغننة دي إن ماينفعش نقول "ربنا ظلمني"… لأن الله لا يَظلِم > وماينفعش نقول "ليه؟" بنغمة اتهام… لأننا مش أصحاب القرار > الابتلاء مش عذاب… > الابتلاء **اختبار حب وإيمان وصبر ورضا** *{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}* كــ/نـــــور عــــادل بقلمي
❤️ 🥹 😢 👍 🤍 💔 💗 💜 😮 🥺 87

Comments