
صحيفة اليوم العمانية
June 20, 2025 at 01:59 PM
❝ أَطلِقوها... فإنّها تُشبه ليلى! ❞
قالها المجنون وقد لمَحَ في عيني ظبيٍ ملامح المعشوقة الراحلة…
كان قيس بن الملوح جالسًا، تائهاً في صحرائه، حين مرّ به أخوه وابن عمه وهما يُمسكان بظبيةٍ جميلة. نظر إليها قيس، ونظرت إليه، فانتفض قلبه… كأنها ليلى بتمامها.
🔸 قال لهم:
أطلِقوها.
فقالوا بدهشة: هي صيدنا!
فردّ بكل يقين:
أطلِقوها… فإنها تُشبه ليلى!
🕊️ وأخذها منهم، أطلق سراحها، فركضت بعيدة… ثم وقفت ونظرت إليه.
فابتدرها قيس بقصيدة تقطّر وجداً وعشقًا، يخاطبها كأنها ليلى التي لا تُنسى:
---
أَيا شِبهَ لَيلى لا تُراعي فَإِنَّني
لَكِ اليَومَ مِن بَينِ الوُحوشِ صَديقُ
وَيا شِبهَ لَيلى أَقصِرِ الخِطوَ إِنَّني
بِقُربِكِ إِن ساعَفتِني لَخَليقُ
وَيا شِبهَ لَيلى رُدَّ قَلبي فَإِنَّهُ
لَهُ خَفَقانٌ دائِمٌ وَبُروقُ
وَيا شِبهَها أَذكَرتَ مَن لَيسَ ناسِياً
وَأَشعَلتَ نيراناً لَهُنَّ حَريقُ
وَيا شِبهَ لَيلى لَو تَلَبَّثتَ ساعَةً
لَعَلَّ فُؤادي مِن جَواهُ يُفيقُ
وَيا شِبهَ لَيلى لَن تَزالَ بِرَوضَةٍ
عَلَيكَ سَحابٌ دائِمٌ وَبُروقُ
تَفِرُ وقَد أطلَقتها مِن وَثاقها
فأنتِ لليلى ما حَييتِ عَتيقُ
فَعَيناكِ عَيناها وَجيدُكِ جيدُها
سِوى أَنَّ عَظمَ الساقِ مِنكِ دَقيقُ
💔 قيس لا يرى الغزلان إلا ليلى، ولا يرى الطريق إلا طريقها، ولا يرى في هذا الكون غيرها.
يصف الظبية ويقول: عيناكِ عيناها… جيدكِ جيدها… سوى أنكِ أقلّ امتلاءً في الساق، أما الباقي، فأنتِ هي تمامًا.
هذا هو قيس بن الملوح، الذي صُبغت صحراؤه ببكائه، والذي لا يزال إلى اليوم يُضرب به المثل في الوفاء والجنون الجميل.
منقول بدون مصدر
