
🌿 وعي 🌿
June 11, 2025 at 11:47 AM
-مسجد وقبر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في إسطنبول
(الضريح يقع خارج المسجد حيث العلم 🇹🇷)
قصة الصحابي الذي لا يزال قبره يُحرس حتى اليوم
في ليلة زواج النبي ﷺ من السيدة صفية بنت حييّ رضي الله عنها – وكانت حديثة عهد بالإسلام – أراد الصحابي الجليل *أبو أيوب الأنصاري* رضي الله عنه أن يحرس النبي ﷺ، ليس بطلب منه، ولا بأمر أحد، ولكن بدافع من قلبٍ أحبّ رسول الله ﷺ حبًّا صادقًا.
وقف أبو أيوب بسلاحه أمام خيمة النبي ﷺ، يحرسه طوال الليل، فلما خرج النبي ورآه، سأله:
"ما لك يا أبا أيوب؟"
قال رضي الله عنه:
"يا رسول الله، خفتُ عليك من هذه المرأة، فقد قُتل أبوها وأخوها وزوجها في المعركة، وهي حديثة عهد بالكفر، فأشفقت أن تغدر بك، فوقفتُ أحرسك."
فقال له النبي ﷺ دعاءً عظيمًا:
"حَرَسَكَ اللهُ يا أبا أيوب، حيًّا وميتًا."
مرت السنين، وتوفي رسول الله ﷺ، وبدأت فتوحات الإسلام تنتشر حتى خرج المسلمون لغزو *القسطنطينية* (إسطنبول اليوم) كما بشّر النبي ﷺ:
*"لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش."*
كان أبو أيوب شيخًا كبيرًا تجاوز الثمانين من عمره، لكنه خرج مجاهدًا مع جيش المسلمين بقيادة *يزيد بن معاوية*.
أصابه المرض عند أسوار القسطنطينية، وعندما شعر بدنو الأجل، أوصى:
"إذا أنا متّ، فاحملوني، فإذا صففتم العدو، فادفنوني تحت أقدامكم."
وفعلوا، فدفنوه قرب أسوار المدينة في أرض الروم، وكان موته رسالة قوة وثبات في وجه العدو.
وعندما علم *قيصر الروم* أن قبر الصحابي دُفن عند أسوارهم، أرسل إلى الخليفة يزيد بن معاوية رسالة يقول فيها:
"قد علمت أن صاحبكم قد دُفن عند أسوار مدينتنا، وإن له قبرًا في أرضنا، ولأنبشن قبره، ولألقينّ بجثته للكلاب."
فأرسل يزيد ردًا قويًا:
"لقد علمتَ مكانة أبي أيوب عند رسولنا ﷺ، والله لئن مسستم قبره، لأنبشن قبوركم واحدًا واحدًا، ولا تركت بأرض العرب نصرانيًا إلا قتلته، ولا كنيسة إلا هدمتها، وسأقود جيشًا جرارًا لأفصل رأسك عن جسدك."
ارتعدت فرائص القيصر، ورد برسالة يقول فيها:
"بل سنجعل على قبره حارسًا يحرسه."
وهكذا ظل قبر *أبو أيوب الأنصاري* محفوظًا مهابًا حتى بعد وفاته بقرون.
وبعد *فتح القسطنطينية* على يد السلطان *محمد الفاتح* ، رأى أحد العلماء العثمانيين موضع قبره في رؤيا،
فحُدد القبر، وبُنِي عليه *ضريح ومسجد* لا يزال قائمًا إلى اليوم، في منطقة تُعرف بـ"أيوب سلطان" في إسطنبول.
ومنذ ذلك الحين، ظل الحكّام يضعون على قبره *حارسًا دائمًا* ، وفاءً لوعد رسول الله ﷺ:
*"حرسك الله يا أبا أيوب، حيًّا وميتًا."*
❤️
1