شبكة حضرموت الاعلامية 📡
شبكة حضرموت الاعلامية 📡
June 20, 2025 at 10:10 AM
*البغيُ مَصْرَعةٌ* *٢٤|١٢|١٤٤٦هـالموافق ٢٠|٦|٢٠٢٥م* *جامع الرحمة بالشحر* *الخطيب / محمد بن سعيد باصالح* *الخطبة الأولى* عباد الله، الكافر والفاجر والباغي والطاغية لا يمنعه شيء من فعل الموبقات، ولا توجد عنده حرمات ولا مقدسات، ولا يردعه شريعة سماوية، ولا قانون دولي، فما دام يرى أنه الأقوى والأرقى والأعلى، فسوف ينتهك الحرمات، ويَعيث في الأرض فسادًا، ويهدم البيوت والمدارس والمستشفيات والمخيمات ودُور العبادة، وسوف يسفك الدماء المحرمة، ولا يرقب في طفل ولا امرأة ولا شيخ مسن إلًّا ولا ذمة.. ولكن الله لا يتركه يبغي بلا رادع، ولا يدعه يهلك الحرث والنسل بلا عقوبة، بل يسلط عليه من هو مثله أو أقوى منه فيسومُه سوء العذاب، ويذيقُه ما أذاق الناس، فيشرب من الكأس التي طالما أرغم الناس على الشرب منها، وهذه السنة الربانية لا يخلو منها زمان، ولا يستعصي عليها مكان، يرمي الله ظالمـًا بظالم؛ حتى لا تفسد الأرض، بطغيان القوي، وشريعة الغاب.. وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: " ‌وَلَوْلا ‌دَفْعُ ‌اللَّهِ ‌النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ" ويقول تبارك وتعالى: " ‌وَلَوْلا ‌دَفْعُ ‌اللَّهِ ‌النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا". أمة الإسلام، ومن سنن الله التي لا تتبدل أن الله يمكر بالكافرين والظالمين، ويأتيهم بالعذاب من حيث لا يشعرون، ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، فيفكرون ويقدرون، ويمكرون ويدبرون، فيكون حتفهم في تفكيرهم وتقديرهم، وهلاكهم في مكرهم وتدبيرهم، ألم يضع فرعون خطة محكمة للقضاء على موسى عليه السلام والذين آمنوا معه، وأخذ فرعون كافة الاحتياطات، وحذِرَ غاية الحذر، وساق معه في خرجته الأخيرة: الفرسانَ والقادة والوزراء والأمراء والعسكر والسلاح والعتاد، ليشهدوا مصرعه، ويذوقوا عاقبة الظلم والبغي معه. قال الله عز وجل: "فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ. إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ. وَإِنَّا لَجَمِيعٌ ‌حَاذِرُونَ. فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ". وقال في موضع آخر: "كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ. فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ". وقال جل وعلا في مكره تبارك وتعالى بالمجرمين: "وَمَكَرُوا مَكْرًا ‌وَمَكَرْنَا ‌مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ". وقال تبارك وتعالى: " وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ ‌خَيْرُ ‌الْمَاكِرِينَ". لقد مكر الله بالصهاينة الذين أذاقوا أهل غزة الويلات، فسفكوا الدم الحرام، وهدموا البيوت الآمنة، ونشروا الرعب والخراب، وطغَوا وبغَوا، وضربوا بالقانون الدولي عُرض الحائط، معتمدين على استخدام الحليف الاستراتيجي حقَّ الفِيتو في إلغاء كل قرار ضدهم، ونسُوا الله، وأمِنوا مكرَ الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، وخرَّب بيوتهم، وسقاهم كأسًا مسمومة المذاق، فلك الحمد ربنا؛ كبدت عدونا، وشفيت صدرونا، وأنصفتَ إخواننا، وأريتنا – في عمرنا القصير – آياتِك الكبرى، وقُوّتَك العظمى. إنهم فكَّروا، وقدَّروا، وخطَّطُوا، ودبَّروا، فجعل الله تدميرهم في تدبيرهم، ورد كيدهم في نحورهم. " ‌وَلا ‌تَحْسَبَنَّ ‌اللَّهَ ‌غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ". لا تجأروا اليوم، إنكم منا لا تنصرون، ولا تركضوا نحو الملاجئ أيها المجرمون، وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون، عودوا إل منازلكم لعل الصواريخ تحصد أرواحكم، وتطهر الأرض المقدسة منكم، لقد حقت عليكم لعنةُ العِقد الثامن، وأصابتكم قارعة بما صنعتم، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهلككم، ويستأصلَ شأفتكم، ويمزقَكم كل ممزَّق، ويريحَ العالمين منكم، ومن شروركم وغروركم، ويطهرَ المسجد الأقصى من قذارتكم.. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.. *الخطبة الثانية* عباد الله، بعد سنتين من العذاب، والقتل، والتشريد، والاعتداءات السافرة، والصلف اليهودي على أهل غزة، بعد سنتين من الموقف السلبي على مستوى العالم، تدخلت قدرة الله، وظهرت آيات الله في نصرة المستضعفين، وإجابة دعوات المظلومين، وإنصاف المكلومين، فقدر الله هذا القدر العجيب الذي لم يكن يخطر على بال، والذي بدأه الصهاينة بأيديهم، فهطلت عليهم الصواريخ، في مشهد لم نعد نراه منذ أكثر من خمسين سنة، فذاقوا ما كانوا يعملون، وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون، ونسأل الله أن يقوض دولتهم، ويكفي المسلمين شرهم، ويطهر الشرق الأوسط منهم. قضى الله أن البغي يصرع أهله ** وأن على الباغي تدور الدوائرُ ومن يحتفر بئرًا ليوقع غيره ** سيوقَع في البئر الذي هو حافرُ "فالباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة، فإن البغيَ مَصْرَعَةٌ، قال ابن مسعود: "ولو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكًا" ... ويشهد لهذا قوله تعالى: "إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا" الآية. وفي الحديث: "ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا من البغي". ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين.. *`إذا كنت مهتمًا بالمزيد من المعلومات وآخر المستجدات، ندعوك للانضمام إلى قناة #شبكة_حضرموت_الإعلامية ومتابعتنا عبر الرابط أدناه:`* https://whatsapp.com/channel/0029Va8vldc0AgWJlw61HJ3P

Comments