دواء الروح 🦋🌱
دواء الروح 🦋🌱
June 20, 2025 at 08:02 AM
🌧️. لا تنخدع بفكرة: “إنني لا أجد قلبي!” ليس من شرط القرب أن يكون قلبك خاشعًا في كل لحظة، ولا من علامة الصدق أن تُحلق روحك في كل سجدة. فالقلوب تتقلب، وهذا من فطرتها. تارةً تخشع، وتارةً تذهل، تارةً تُقبِل، وتارةً تثقل. لكن الخطأ كل الخطأ… أن تظن أن حال قلبك هو ميزانك عند الله! القلب ليس مقياس الثبات، إنما المقياس الحقّ: ما تلتزم به من أورادك، وما تثبُت عليه من طاعاتك. فاسأل نفسك: ما الأوراد التي لا تتخلى عنها؟ ما الحدود التي وضعتها لنفسك فلا تكسرها مهما تغيّر حالك؟ هل لك ورد من القرآن لا تتركه؟ هل لك صلاة ليل، ولو ركعتين، تحفظ بهما عهد القرب؟ هل يلهج لسانك بالذكر، ولو كان قلبك غافلًا؟ تلك هي الحبال التي تشدّك إلى الله حين يفلت قلبك، وتلك هي الأوتاد التي تثبّتك حين تعصف بك الرياح. فانتبه! ليست العبرة بشعورك، بل بثباتك، ولا بالخشوع العارض، بل بالعهد الدائم. فالقلب لا يثبت… لكن العبد الصادق، يثبت وإن اضطرب قلبه. يمشي إلى الله وإن لم يشعر، يواصل وإن فتر، ويصدق… ولو في غياب الشعور. فمن الناس من يمضي إلى الله بقلبٍ متوهّج، ومنهم من يمضي بقلبٍ ثقيل… لكنه لا يتوقف. فلا تجعل فتور القلب بابًا للانقطاع، ولا تنتظر حضور الشعور لتؤدّي العبادة، فما أجمل العبد الذي يُواصل الطريق… وإن أظلمت نفسه. فامضِ إليه بثبات العابد، لا بتقلّب الوجدان، فإن الله لا يضيع مَن ثبت… ولو مشى بقلبٍ باكٍ ساكن. #منقول

Comments