زاد_ المتقين _شبكة_ خير_ أمة
زاد_ المتقين _شبكة_ خير_ أمة
June 19, 2025 at 11:51 AM
🎤 *خطبة جمعة بعنوان:* *الشـباب وغـلاء المهـور* *للشـيخ/ محمـد الزواعـقي* 🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌 *الخطـبة الاولـي* الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العِلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً. *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].* *﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].* *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]* *أَمَّـا بَعــدُ:* فإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. معاشر المسلمين : في هذا اليوم العظيم المبارك #عيد_الأضحى أعياد المسلمين ، يقولُ رُبنا جَلَّ وَعَلاَ : *﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾[١٠:٥٨] - يونس* إنها فرحةٌ لا تُصفها الألسُن، ولا الأقلام. فرحةُّ لا توصف بأعياد المسلمين . ألا - وإن مما يحصل في هذه الأعياد الطيبة المباركة، ومما يكثرُ في أعيادِ المسلمين ، عبادةً كريم، عبادةً عظيمة، عبادةً جليلة ، ألا وهي الزواج -يا عَبْادَ اللهِ- الزواج: الذي هو قربةُّ إلى -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- الزواج: الذي هو مرضاتُّ -للَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- الزواج : الذي أمر -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- به ، لما به من المنافع العظيمة ، ففي الزواج إستجابة لأمر -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- كما قَالَ -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- :*﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُمٌ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور* فهو إستجابة لأمر الله وإستجابة لأمر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يوم قَالَ في الحديث المتفق عليه ،« يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ .» يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ ، أمر من اللّه، وأمر من رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، فمن تزوج فقد أستجاب لأمر اللّه، ولأمـر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ. الزواج: هو سُّنة الأنبياء، الزواج: هو سُّنة الأنبياء والمرسلين ، كما قَالَ -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- : *﴿ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ،وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [١٣:٣٨] - الرعد* بل كما في الحديث المُتفق عليه يعَضُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ على منبره، ويقولُ:« أما و اللهِ إنِّي لأتقاكم للهِ، وأخشاكم للهِ ،وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. » فالزواج سُّنة الأنبياء والمرسلين ، الزواج: راحةُّ للبال وطمأنينة للنفس، وسكينةٌ للخاطر ، كيف لا ؟ وقد قَالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ-: *﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴾ [٣٠:٢١] - الروم* وقالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ- : *(هُنَّ لِباسٌ لَكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَهُنَّ)* فالزواج سعادة وطمأنينة، وراحة ، كيف لا ؟ وقد قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–: « يا معشرَ الشَّبابِ ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ . » فالزواج سكينة ، الزواج راحةً قلبيةً عظيمة ، الزواج: رزقٌ وسعةُ في الرزق ومالٌ وفير ، وغِناء من الله رب العالمين لأن اللّه قَالَ: *﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور* فبسبب النكاح يأتي الخير ، يأتي الخير كما قَالَ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ مسعود: " إلتمسوا الغِنى في النكاح التمسوا الغِنى في النكاح" فكم من رجلٌ كان من أفقر الناس ، كان لا مال له ، كان لا يملك من الدنيأ شيئا ، فبعد أن تزوج أغناه الله، وأعطاه الله، وأكرمه الله، بسبب الزواج ! بسبب الزواج أتستهين بالزواج إنه نصف الدين، إنه نصف الدين ،كما قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإيمانِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي . » رواه الطبراني فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي، فالزواج الزواج نِصْفَ الإيمانِ، نِصْفَ الدين في زواجك ، إنها كرامة وأيُ كرامة للمتزوجين الذين أنشأوا أسرة إسلامية ، قامت للّه ، ومن أجل اللّهِ ، وفي سبيل اللهِ ، الزواج أُجُور كثيرة ، كيف لا ؟ وقد قَالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، كما في الحديث المُتفق عليه ، قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ. أي: في فمها » أنت مأجور على طعامها ،أنت مأجور على كِسائها، أنت مأجور على شرابها، أنت مأجور على علاجها وإوائِها . وَقَالَ : –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الإمام مسلم، قَالَ:« وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، -أي: حينما يأتي الرجلُ إلى أهله، وجماع أهله، أنت في عبادة، أنت في أجر، أنت في خير، أنت في نِعمة، فتعجب الصحابة -رَضِيَ اللَّهُ عنْهم-، قالوا يا رسولَ اللهِ : أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ فقَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ ؟ قالوا بلى يا رسولَ اللهِ: قَالَ: فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ . » إن وضعها في الحلال آي: له الأجور، كُلما جامع أهله، وكُلما أتى أهله، كتب أجره، ورفع قدره، وغفر ذنبه، يا لها من كرامة ، إنه الزواج -يا عباد الله- إنه الزواج أمة الإسلام، الذي به تكثر أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– لذلكم النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– يناديك ويهمسُ في أذنيك ، كما عند الإمام أحمد، قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . »تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . ولماذا ؟! حارب اليهود والنصارى الزواج، الزواج والنسل ، عرفوا قدر الزواج ، وأنه لا سبيل، لا سبيل لتكثير أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– ولتكثير المجاهدين، ولتكثير العلماء، إلا بالزواج، فالمرأة حاضنة الأطفال ومنشئة الأجيال... فالرجلُ لَيْلٍ ، والمرأةُ نَهارٍ ، ولا يستغني الرجلُ عن المرأة ، ولا المرأةُ عن الرجلَ ، ولا قِوام للرجلَ إلا بالمرأةُ ، ولا قِوام للمرأة إلا بالرجلَ ، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ . ومن منافع الزواج : -يا عباد الله- إنتهاء الفتن، والشرور، والمحن، والزنا، والخنا، والبلايا، والرزايا . أمة الإسلام: شبابنا في ألمّ وحسرات، فلذات أكبادنا في أهات وأنات ، إنها مِحنُّ تعصف بهم اللَيْلٍ والنَهارٍ أين يذهبون ؟ أإلي السرقة يتجهون، أم إلى الزنا يذهبون ، أم إلى العادات السرية، أم إلى المقاطع الفاضحة الشيطانية . أمة الإسلام : إن لم تعينوهم فمن سيعينهم ، « مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ » فهل من رحمة بشبابنا؟ وهل من عطف على أَبْناءَنا فلذات أكبادنا؟ العُنوسة خيمت في البيوت ، فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، كم من أباء ظلمه ، ؟ ألا وإن من أعظم المشكلات أمام الزواج والعقبات غلاء المهور . يا عِبادَ اللهِ : غلاء المهور أنسينا أم تناسينا ، أنسينا أم تناسينا ، قول النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–« أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. » رواه البيهقي أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً ، بَرَكةً في عمرها، بَرَكةً في حياتها ، بَرَكةً على زوجها ، بَرَكةً على أهلها ، بَرَكةً على أبنائها ، بَرَكةً في نفسها ، أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. ما المقصودُ من الزواج ؟! هل المقصودُ من الزواج الأموال؟ لا ، المقصودُ من الزواج: إنشاء الأسرة الإسلامية ، والبيتُ الإسلامي ، والبيتُ الإسلامي ، الذي يشيعُ نوره إلى السماء، أسألك بالله أيهما أعظم، أن تُعطي إبنتك لرجلٌ صالح، لرجٌل صالح وفي بيت صالح، ! أم إلى رجل خبيث وفي بيت خبيث ، ! من أجل ماله، من أجل تجارته، من أجل أمواله ورصيده . قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الترمذي « إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ . » نحن اليوم في الفساد العريض ، إلا من رحم الله، يوم أن ظلمنا الأبناء ، يوم أن ظلمنا البنات ، يوم أن عضلنا النساء في البيوت ، فرفعت الدعوات إلى السماء ، وأنت لا تشعر ! ، إبنتك تدعو الله عليك، فأنت ظالم ، والظلم ظُلَامَاتِ يومَ القيامةِ . إنها أمانة ، ومطلوب أن تؤدي الأمانة إلى أهلها ، إنها مسؤولية( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) إنها مسؤولية وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ، قَالَ: إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، أصبح الحلالُ صعباً، والحرامٌ سهلاً ، أصبح لا يسأل عن دينه ، أصبح صاحب القرآن يُرد ، والمصلي يُرد ، والطائِع يُرد ، والمستقيم يُرد ، ويقبل الفاجر، ويُقبل الفاجر من أجل ماله، من أجل دراهمه ،من أجل سياراته ، يُنظر إلى المال، ولا يُنظر إلى الدين ،فضاعت الأمة، وجاءت الأزمات والنكبات ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه ، إسمع أيها الأبُ الكريم الموفق الرحيم ، قبل أن تقف غداً بين يدي اللهِ عريانا ، فتسأل عن الصغير والكبير، إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ ، أعينوهم أعينوهم فإن الله في عونهم، أعينوهم فإن الله في عونهم . جاء عند الترمذي، أن النبي –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– قَالَ: « ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهم» الله أوجب على نفسه عَوْنُهم « ثلاثةٌ حَقٌّ على اللهِ عَوْنُهم: وذكرا منهم ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ .» والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ . سيعينك الله من حيث لا تحتسب ، من حيث لا تحتسب، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ، أين يذهب أَبْناؤنا ؟! عصفت بهم المجلات، وعصفت بهم الشاشات، وعصفت بهم القنوات ، وعصفت بهم العادات السرية، وعصفت بهم الفواحش ، حتى ذهبوا إلى المخدرات ، لأنهم يئسوا من الزواج، يئسوا من الزواج، أصبح الزواج اليوم من المُستحيلات إلا من رحم الله ! فهل من رحمة بأبنائنا ؟ وهل من شفقة في فلذات أكبادنا ؟ والراحمُون يَرحمُهم الرَّحْمَنَ قُلْتَ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرْ اللَّـه لِّي وَلَكُم مِنَ كُلٌّ ذَنبٌ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَيَا فَوْزً المسَتغفَرِين *الْخُطَبَة الثَّانِيَةَ* الْحَمْدُ لِّلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولٌه الأُمِّيِّن وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الغُر الميامين وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَزِيداً إِلَى يَوْمٍ الدِّينَ ، أُمَّةً الْإِسْلَامَ : يَقُولُ رَبُّنَا جلّ وعلاّ : *﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴾[الروم : ٤١]* هَذَا هُوَ الْفَسَادِ العريض تَغَيَّرَتْ أخلاق الشَّبَابَ وأفكار الشَّبَابَ ، يَوْمَ أَنِ وَجَدُوا هَذِهِ المُعضلة أَمَامَ الزَّوَاجَ ، أَلَّا وَهِيَ: غلاءُ المُهور ،غلاءُ المُهور! أُمَّةً الْإِسْلَامَ : أُمَّ سُليم تَطَلُّبٌ مهرها مِنَ أَبِي طلحة ، أَنِ يُسلم ، قَالَ : وَمَا شأنك بذاك ؟ إِنَّمَا لَكِ الصفراء والبيضاء ، - أي الذهب والفضة - قَالَتْ: لَّا ، لَّا  اُرِيدُ سِوَى أَنِ تُسلم مَا أعظمُه مِنَ مهر ، مَا أكرمهُ مَنْ مهر  ، نُفوسٌ علت في السَّمَاءَ نُفوسٌ علت فِي السَّمَاءَ وحياتهم سهلة كرِيمة طَيِّبَةٍ . جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ إِبْنِ سَعْدَ ، انْ امْرَأَةٌ جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ . تَهُبُّ نَفْسُهَا لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَيْسَ لَهُ بِهَا حَاجَةٌ ، قَامَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا زَوِّجْنِيهَا . فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ ؟ وَمَا مَعَكَ؟ قَالَ : لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ. فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اذْهَبْ فَالْتَمِسْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، الْتَمَسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَلْتَمِسُ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ لِيَكُونَ مَهْرًاً لَهَا ، مِنْ حَدِيدٍ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَالَ: لِمَ اجِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَا خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (وَمَا ارْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لَا تَرُدُّوا الصَّالِحِينَ، لَا تَرُدُّوا الْمُصَلِّينَ، لَا تَرُدُّوا الْأَبْرَارَ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ (وَقَفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلٌون). فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمْ مِنْ ظُلْمِهِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ؟ امْعُكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي سُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ، قَالَ : فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِهَا ، بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، إِنْطَلِقَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةِ عَرُوسٍ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا حَتَّى خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ. لَا يَمْلِكُ إِلَّا الإِزَارَ زَوْجِه النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الْعِبْرَةُ بِالْإِيمَانِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ . وَانْظُرْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ ، الَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- تَقَدَّمَ إِلَيْهِ امِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ، عَبْدُ الْمَلِكِ إِبْنُ مَرْوَانَ يَطْلُبُ إِبْنَتَهُ لِابْنِهِ ، يَطْلُبُ إِبْنَةَ سَعِيدٍ لِإِبِنِهِ أَبِى سَعِيدٍ ! وَرَفَضَ سَعِيدٌ ، أَنْ يُعْطِيَهَا لِإِبِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَأْتِي سَعِيدٌ إِبْنَ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ ، فَيَنْظُرُ الَى طَلَّابَةٍ فَيَجِدُو إِبْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ، أَحَدُ الطُّلَّابِ قَالَ: إِينٌ انْتَ يَا ابْنَ ابْي وَدَاعَةَ؟ قَالَ: مَاتَتْ زَوْجِي وَشَغَلْتُ بِعَزَائِهَا وَتَجْهِيزِهَا ، قَالَ هَلَّا أخْبِرْتَنَا فَنَعْزِيكَ فَنُعَزِّيكَ ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ ايْ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً _ايْ: هَلْ طَلَبَتِ امْرَأَةٌ غَيْرَهَا_ قَالَ يَا إِمَامُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: لَهُ هَذَا الْإِمَامُ الَّذِي رَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَدَّ الْقُصُورِ ! وَرَدَّ الدُّورِ ! وَرَدَّ الْأَمْوَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ! ، قَالَ: انَا ازْوِجْكَ انَا ازْوِجْكَ ، قَالَ: اوْتَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِمَامُ ، قَالَ نَعَمْ انَا ازْوِجْكَ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَاثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، إِنْطَلِقَ ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ إِلَى بَيْتِهِ كَادَ عَقْلَهُ أنْ يَطِيرُ ، كَادَ عَقْلَهُ انْ يَطِيرُ بِدِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمَيْنِ ، قَالَ: فَدَخَلْتُ بَيْتِي وَمَا هِيَ إِلَّا انْ دَخَلْتُ، فَطَرَقَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ ؟ قَالَ: وَكُنْتُ صَائِمًا ، فَقُلْتُ: مَنْ ؟ قَالَ : سَعِيدٌ ، قَالَ: فَجَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي كُلُّ سَعِيدٍ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ، إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ مِنْ سِنِينَ لَا يَرَى إِلَّا فِي بَيْتِهِ أوِ الْمَسْجِدِ ، قَالَ: فَفَتَحَتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ إِبْنُ الْمُسَيِّبِ ، قُلْتُ: هَلْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ إايْ هَلْ تَرَاجَعْتَ- فَقَالَ: لَا ، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا انَّكَ عَزْبَآ وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتَ خُذْهَا ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى زَوْجِهَا وَاغْلِقِ الْبَابَ ، قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْ طُولِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيَائِهَا ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ وَأَعْظَمُ النِّسَاءِ، وَابْرَكَ النِّسَاءِ ، وَافْقهُ النِّسَاءُ ، بِدِرْهَمَيْنِ ! بِدِرْهَمَيْنِ يُشْتَرَى الرِّجَالُ ! وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! يُشْتَرَى الرِّجَالُ وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! فَكَمْ مِنْ ابَاءَ يَبْكُونَ الدَّمَ عَلَى بَنَاتِهِمْ؟! يَوْمَ انْ بَاعُوهُمن بِاسِّعَارٍ زَهِيدَةٍ ، بِتِجَارَةِ الدُّنْيَا ثُمَّ بَكَوْا عَلَى بَنَاتِهِمْ ،وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ؟ وَهَلْ يَنْفَعُ الْالْمُ؟ يَوْمَ انْ جَعَلْتْهَا سِلَعَهُ تَبِيعُ وَتَشْتَرِي فِيهَا . وَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ إِلَى قَصَبَةِ جُلَيبِيبَ، الَّتِي أَصَلُهَا فِي مُسْلِمٍ وَهِيَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ، قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ : جُلِيبِيبَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، جُلَيْبِيبُ الَّذِي لَا دَارَ لَهُ ، يَسْكُنُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- جُلِيبِيبُ الَّذِي كَانَ فِي خِلْقَتِهِ ذَمَامَةُ، جُلَيْبِيبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، وَمَا مَعَهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا شَيْءٌ، جُلِيبِيبُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ وَيَرْغَبُ فِيهِ النِّسَاءُ، جَُلِيبِيبُ لَيْسَ لَهُ حَسَبٌ رَفِيعٌ ، وَلَكِنْ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمُ انْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمْ )يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي يُزَوِّجُنِي ؟ لَا مَالَ مَعِي ، وَلَا بَيْتَ لِي ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُهُ النِّسَاءُ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- انَا ازْوِجْكَ يَا جُلِيبِيبِ: انَا ازْوُجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، الشَّأْنُ لَيْسَ بِالْمَالِ، الشَّأْنُ فِي الرِّجَالِ، الشَّأْنُ في الِابْطَالُ انَا ازْوِجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، وَيَبْعَثُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتٌ كَبِيرٌ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ، وَعَظِيمٌ مِنْ عَظِيمِ الْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- اطْلُبْ إِبْنَتَكَ اطْلُبْ إِبْنَتَكَ ، فَرَحَ الْأَنْصَارِيَّ ، قَالَ: نِعَمًا وَقُرَّةُ عَيْنٍ ، نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْرُمْ بِكَ نَسَبًا وَصِهْرًا ، قَالَ: لَيْسَتْ لِي ، قَالَ لِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَ: جُلَيْبِيبُ قَالَ نَعَمْ ، جُلَيْبِيبُ لِأَنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ ، مَدْفُوعٌ بِالْأَبْوَابِ مَدْفُوعٌ عِنْدَ النَّاسِ، لَا يُبَالِي النَّاسَ بِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ، قَالَ: نَعَمْ لِجُلَيْبِيبِ قَالَ: حَتَّى أَخْبَرَ أُمَّهَا فَانْطَلَقَ إِلَى أُمِّهَا ، وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- يَطْلُبُ إِبْنَتَنَا ، قَالَتْ نِعَمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ انْعَمْ وَاكْرِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَسَبًا وَصِهْرًا ، قَالَ: لَا ، لَيْسَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: لِمَنْ ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَتْ : جُلَيْبِيبُ؟ قَالَ: نَعَمْ جُلَيْبِيبُ ، قَالَتْ لَا وَاللَّهِ ،لَا وَاللَّهِ لَا نُعْطِيهَا جَلَيْبِيبَ، وَقَدْ رَدَدْنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -ايْ مِنِ اشْرَافِ الْقَوْمِ مِنْ أَعْظَمِ الْقَوْمِ رَدَدْنَاهُمْ-  فَلَمَّا ارَادَ الْأَبُ أَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرُ تَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِباءهَا، وَتَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِدْرِهَا، يُخْرِجُ الْحَيَاءَ ،وَيُخْرُجُ الْإِيمَانُ، وَيُخْرِجُ الْإِحْسَانَ، وَتخْرِجُ الْعِفَّةَ، وَتَخْرُجُ الطَّهَارَةُ، وَيُخْرِجُ الطَّاعَةَ ،وَيُخْرُجُ الْيَقِينُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا ؟ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: اتْرُدَانِ  عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرُهُ ؟ ادْفَعْاني إِلَيْهِ إدْفَعْانِي إِلَيَّةً ، كَمْ فَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟ دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهَا دُعَاءً عَظِيمًا ، كَمْ فَرِحَ جُلَيْبِيبَ ! الَّذِي لَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، وَإِذْ بِهِ فِي لَحْظَةٍ مَعَهُ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، تُزِفُّ إِلَيْهِ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، نَسَبًاً، وَصهْرًاً ،وَجَمَالًا ،وَامْوَالًا ،فَلَا إِلَهَ الَا اللَّهُ أُمَّةُ الْإِسْلَامِ: وَفِي أَيَّامِ الزِّفَافِ يَنْطَلِقُ جِلِيبِيبَ إِلَى ارْضِ الْمَعْرَكَةِ، يَاخِيل اللَّهِ ارْكَبِي، فَيَمُوتُ جُلَيْبِيبُ وَيَسْتَشْهِدُ جُلَيْبِيبُ ، عِنْدَ سَبْعَةٍ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، -ايْ فِي جِرَاحِهِ- فَلَمَّا أَنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ تَفْقِدُونَ ؟مَنْ تَفْقِدُونَ؟ فَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و الْهُ وَسَلَّمَ- وَلَكِنِّي افْقِدُ جُلَيْبِيبَ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- مَعَ الصَّحَابَةِ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَقَّدُونَ فَوَجَدَ جُلَيْبِيبُ عِنْدَ سَبْعِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، هُوَ مِنِّي وَانًا مِنْهُ ، ثُمَّ أَخَذُو يَحْفِرُونَ وَلَمْ يَكُنْ سرير إِلَّا سَاعَدي رَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَيْبِيبَ حَضَنهُ النَّبِيُّ -عِلْيَّةَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَخُذهُ عَلَيَّ يَدَه، وَضَمَّهُ إِلَيَّ صَدْرُهُ، هَذَا الَّذِي رَدَّهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي قَلاهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي حَارِبَةُ النَّاسِ، هَذَا الَّذِي ابْغضَهُ النَّاسُ، كَمْ مِنْ صَالِحِينَ يَتَمَنَّوْنَ الزَّوَاجَ؟! أَعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ، اعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ ، وَسَيَجْعَلُ اللَّهُ فَرَجًا وَمُخْرَجًا (أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) فَاذَا جَاءَ الشَّابُّ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ، الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ فَاحْمَدْ اللَّهَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقِيمَ إِنْ أَحَبَّهَا اكْرِمْهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَا يَظْلِمُهَا لَا يَظْلِمُهَا، الَّذِي لَا يَخَافُ اللَّهُ كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ فِي ابِنْتِكَ؟ الَّذِي لَا يُصَلِّي كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ في ابْنَتِكَ ؟ اتَّقُوا اللَّهَ بِالْأَمَانَاتِ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: « مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٍ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ. » مِنْ مَنْعِهَا الصَّالِحِينَ، وَأَعْطَاهَا الْفَاسِدِينَ، مِنْ أَجْلِ الْأَمْوَالِ ! ظَالِمٌ وَغَاشَ لِرَعِيَّتِهِ ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، خَصْمَكَ إِبْنَتُكَ ، مِنْ مَنْعِ الْبَنَاتِ مِنَ الزَّوَاجِ؟ هُنَّ سَبَبٌ فِي إِلْقَائِكَ إِلَى نَارٍ تَلظى ، يَوْمَ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، وَتَقِلْ يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، مَنَعْنِي الزَّوَاجَ حَرِّمْنِي الزَّوَاجُ . لَا إِلَهَ الَا اللَّهُ، مَا اشْدِ الْخُصُومَةَ يَوْمَ انْ تُلْقَى فِي النَّارِ ، وَتُسْحَبُ الَى النَّارِ، بِسَبَبِ إِبْنَتِكَ ! الَّتِي كَمْ سَكَتَتْ؟ وَكَمْ تَحَمَّلْتَ؟ وَكَمْ دَعَتَ اللَّهَ عَلَيْكَ؟ فَهَلْ مِنْ عَوْدَةٍ إِلَى شَبَابِنَا الصَّالِحِينَ؟ وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ بِفِلِذَاتٍ اكْبَادِنَا الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُصَلِّينَ؟! اعْينُوهُمْ « فَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ » اللَّهُمَّ اعَزَّ الْاسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالكُفْرِهِ وَالْكَافِرِينَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاعَدَاءِ الدِّينِ اجْمَعِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ بَلَدَ الِايْمَانِ وَالْحِكْمَةِ اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا، اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا، اللَّهُمَّ الطِفْ بشَبَابِنَا، اللَّهُمَّ اعْنِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ وَفِقْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ الطِّفْ بِهِمْ فِيمَا جَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ اللَّهُمَّ يَسِّرِ امْرَهُمُ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ عِفتَهِمْ اللَّهُمَّ يُسِّرْ زَوَاجَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ اصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ الِلَّهُمَّ اهْدِ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ رَدَّنَا الْيَكَّ جَمِيعًا رَدًّا جَمِيلًا اللَّهُمَّ رِدِنَا الْيَكَ مَرْدًآ جَمِيلًا اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسَّعَتْ كُلَّ شَيْءٍ اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَشَفِّي امْرَاضِنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا وَالْفِ بَيْنَ قُلُوبِنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هُمْ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةٌ اللَّهُمَّ لَا تَدَعُ عازباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَا زَوْجَتَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ اشْفِي مَرْضَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَانًا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخِرٌ دَعْوَانًا انِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلُهُ وَصَحْبُهُ وَسَلَّمَ *نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها* *ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*tt

Comments