زاد المسافر إلى الله
زاد المسافر إلى الله
June 15, 2025 at 01:18 PM
مع السلف في حفظ الوقت ● قيل لعمر بن عبد العزيز يوماً : "أخّر هذا العمل إلى الغد"، فقال : "ويحكم ؛ إنه يعجزني عمل يوم واحد ، فكيف أصنع إذا اجتمع على عمل يومين؟". ومن أقواله رضي الله عنه : "إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما". ● قال داود الطائي : "إنما الليل والنهار مراحل ، ينـزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدّم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عن قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك". ● وقال أحد الصالحين لتلاميذه : "إذا خرجتم من المسجد فتفرّقوا لتقرؤوا القرآن ، وتسبّحوا الله ، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق ، تكلمتم وضاعت أوقاتكم". ● وعن موسى بن إسماعيل قال : "كان حماد بن سلمة مشغولاً وقته كله ، إما أن يحدِّث ، أو يقرأ ، أو يسبِّح ، أو يصلي ، قد قسم النهار على ذلك". ● ذكر علماء التراجم في سيرة الجنيد بن محمد ، أنه حين أتته سكرات الموت ، أخذ يقرأ القرآن ، فأتى الناس -قرابته وجيرانه- يحدّثونه وهو في مرض الموت ، فسكت وما حدثهم ، واستمر في قراءته ، فقال له ابنه : "يا أبتاه! أفي هذه الساعة تقرأ القرآن؟!". فقال : "ومن أحوج الناس مني بالعمل الصالح؟" ، فأخذ يقرأ ويقرأ حتى قُبضت روحه. ● كان معروف الكرخي يعتمر ، فأتى من يقص شاربه ، فحلق رأسه ، ثم قال للقصاص : "خذ من شاربي"، فأخذ معروف يسبِّح الله ، فقال له القصاص : "أنا أقص شفتك ، اسكت" ، قال : "أنت تعمل ، وأنا أعمل". وذكروا عنه أنه ما رئي إلا متمتماً بذكر الله. ورووا عنه أنه كان إذا نام عند أهله سبّح ، فلا يستطيعون النوم. ● وعن ابن عساكر قال : "كان الإمام سليم بن أيوب لا يدع وقتاً يمضي بغير فائدة ، إما ينسخ ، أو يدرس ، أو يقرأ ، وكان إذا أراد أن يعدّ القلم للكتابة حرّك شفتيه بالذكر حتى ينتهي من ذلك". ● قال الإمام ابن عقيل : "إني لا يحل لي أن أضيّع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي ، وأنا على الفراش ، فلا أنهض إلا وخطر لي ما أسطره. وإني لأجد من حرصٍ على العلم ، وأنا في الثمانين من عمري أشد مما كنت أجده ، وأنا ابن عشرين سنة ، وأنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سفّ الكعك ، وتحسّيه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ ، وإن أجلّ تحصيل عند العقلاء -بإجماع العلماء- هو الوقت ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خاطفة". ● وقال الإمام ابن القيم : "إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها".
❤️ 1

Comments