زاد المسافر إلى الله
زاد المسافر إلى الله
June 21, 2025 at 08:08 AM
وماذا لو بقيت تنافح وحدك..ثابتا على مبدئك... متمسكا بما دعوت إليه.. أليس هذا نصرا؟! وهل كان مؤمن آل ياسين مهزوما يوم صرخ وحده وسط القرية حتى قتلوه؟! وهل كان فتية الكهف فاشلين ضائعين يوم سلكوا طريقا غير طريق قومهم... عاشوا عليه وحدهم، وتركوا القوم-كل القوم- من أجله؟! النصر الحقيقي أن تنتصر المبادئ فينا ولو خالفْنا قومَنا وأهلينا.. لم يكن إبراهيم ليستحق لقب "أمة" لولا ثباته يوم أن لم يكن معه -حين ألقى في النار-إلا نفسه المؤمنة وعقيدته الناصعة.. وماذا يريد الله من المؤمنين إلا نصرة الدين ولو باليقين... ثم بعد ذلك يقدر ربنا بكلمة "كن" أن يهدي القوم كما هدى أهل فتية الكهف أو يهلكهم بصيحة كما أهلك قرية مؤمن ياسين.. صاحب عقيدة ومبدأ أشد على الطاغية من ملايين الهمل.. بل إنه ليبدو في السماء كما يبدو النجم الدري لأهل الأرض، كلهم يعجب من ثباته رغم سعي الطغاة لمماته... ثورات النفوس لا تقتل ولا تُنزَع... ولو حاربوا أصحابها بألف مدفع ومدفع... رحم الله آسيا بنت مزاحم... غلبت فرعون بالإيمان.. بينما الملايين المستكينة كان يدوسها بنعليه.. وفي وقت قليل... ماتت آسيا شهيدة.. وماتت الشعوب مع فرعون غريقة.. لكن شتان بين امرأة صمدت وحدها فجاورت ربها... وبين شعوب أذلت نفسها فسقطت من عين ربها.. أنت الثورة ولو كنت وحدك... فلا تستقلن نفسك. خالد حمدي

Comments