💟 *`خَيـــــْرُ القُــــــرُونْ103`* 💟 🔺 *صُـهَيْـبٌ الرُّومِـيّ* 🔺 ((2⃣)) 🔹وَمِثلَه مِثْل بقية المستضعفينَ من الصَحَابَة ، لاقَى صُهيب ما لاقَى مِن العَذَابِ وَالتَنكِيل عن ابن مسعودٍ قال : "أول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله ﷺ ، وأبوبكر ، وعمَّـار ، وأُمُّــهُ سُمية ، *وصُهَيْـب* ، وبلال ، والمقداد رضي الله عنهم فأمّا رسول الله ﷺ فمنعه الله بعمه ، وأما أبوبكر منعه الله بقومِه ، وأمّا سَائرُهم فأخذهم المُشْركون *فألبسُوهُم أدرُع الحَدِيد* ، وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحدٍ إلا وقد أتاهم على ما أرادوا إلا بـلالاً...". فكان صُهَيْـب من جُملةِ من صَبَّ عليهم الكُفارُ العَذابَ صَبـَّاً ، ولمْ تُغِنِ تجارتُه ولا أموالُه عنه شيئـاً ، فصبر رضي الله عنه ، وتحَمْلَ العذابَ والبـلاء حتى جاءهم نصرُ الله. 🔸وتأتي الهجرةُ النبوية المباركة فيخرج الصحَابُة جمَاعَاتٍ وفُرَادى إلى مدينةِ رسولِ الله ﷺ ، ثم هاجر النبي ﷺ وصاحبِه أبي بكر ، وأراد صُهيب أن يهاجر ويلحقَ بالنبي ﷺ وأبي بكر إلا أن قريشاً وققت حاجزاً منيعاً بينه وبين ذلك ،وشددتْ عليه المُراقبةَ ليل نهـار ، حتى اضطر صُهيب لإستخدام حيلة كي يهرب من مكة. في ذاتِ ليلة أكثر صُهيب من الخروج إلى الخـلاء كأنه يقضي حاجته ، فكان لا يرجِعُ من قضـاء حـاجته حتى يعود إليها فقال بعض رقْبـَائِه لبعض : طيبُوا نفساً فإن الـلات والعُزى شغلاه ببطنـِهِ. ثم نـاموا ، فخرج صُهيب رضي الله عنه خِفيَـةً *ويَمَّـمَ وجهَـهَ ناحيةَ المدينة.* 🔹لم يمضِ غير قليل على رحيل صُهيب حتى فَطِن له رُقَبـَاؤه ، فَهَبُّوا من نَومِهِم مَذعُورِين ، وامتَطُّوا خُيولَهُم السَّوابق ، حتى لحقوا بصهيب فلمّا أحس بهم صُهيب وقَفَ على مكانٍ عالٍ ، وأخرج سهامه من كنانته ، ووتـر قوسه وقال : يا معشر قريش ، لقد علمتم واللهِ أني من أرمى الناس ، وأَحكَمِهِمْ إصابه ، *ووالله لا تصِلونَ إليَّ حتى أقْتُلَ بكُلِ سهمٍ معي رجلاً منكم* ، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي شيء منه. فقال قائل من الكُفار : والله لا ندعُك تفوزَ منا بنفْسِكَ وَمَالِك ، *لقد أتَيتَ مكة صُعلوكاً فقيراً* ، فاغتَنَيـتَ وبلَغَتَ ما بلغت. فقال : *أرأيتُم إن تركتُ لكم مالي، أتُخَلُـّونَ سَبيلِي.. ??* قالوا : نعم فدَّلَهم على مَوضِعِ مالـِهِ في بيتِـهِ في مكـةَ ، فمضـوا إليه وأخـذُوه منه ، ثم أطلقـوا سَراحَـه. 🔸ثمّ تَحَركَ صُهَيب نحو المدينـة لاحقاً بالحبيب ﷺ والصديقِ أبي بكر ، ولمّا وصل إلى قُبَـاء وجـد بها النبي ﷺ ، فلمّا رآه رسـولُ الله ﷺ قـال : *يا أبا يحيى ، ربِـحَ البيـعُ* فقال صهيب : ما أخبرك إلا جبريل وقيل نَزَلَ في ذلك قول الله تعالى : *"وَمـِنْ النَّـاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَـهُ ابْتِغَـآءَ مَرضَـاتِ اللهِ واللهُ رَءُوفٌ بالعِبَـادِ "*. 🔹خَسِرَ صُهيب كلَّ مالـِه الذي كَسَبه طِـوال هذه الفترة ، رحلاتٍ وصفقاتٍ وتعبٍ وسفر كل هذا فقده صهيب رضي الله عنه لكن والله إن الدنيا بكل ما فيها لا تُساوي شيئاً أمام قول النبي ﷺ له : *ربح البيعُ أبا يحيى*. وإن كانت تلك تجارةٌ مع النـاس فيها الربحُ والخسارة ، فإن التعامل مع الله ليس فيه خسارة أو كساد ، فأنت رابح بإستمرار . لم يتردد صُهيب ، ولم يهتم بعدد وقيمة الأموال التي سيفقدها ، ولم يُفكِر بمسْتقبَّلِه إذا فقد هذه الأموال ، بل بعزيمة وإصرار ، ويقينٍ وإيمان بـاع كل شيءٍ حتى يلحق بالنبي ﷺ وحتى ينجـو بدينه وعقيدته.. *فأين لنـا اليـوم بمثلك يا صُهَيـَـبْ..!!* *فيا ربِّ ابعث لَنَا من مِثْلِهِم نَفَراً* *يُشَيِــدُونَ لنـَا مـَاضٍ أضعـْنَـاهُ* 🔸وكان صهيب رضي الله عنه يتمتع بَخَفَّةِ الظِّل التي تجعل الإنسان لا يملّ أبداً من صُحْبَتـه ، بل يشتاقُ لمجالسته في كل وقتٍ وحين فعن صهيب رضي الله عنه قال : قدمتُ على النبي ﷺ ، وبين يديـه خبـزٌ وتمـر فقال النبي ﷺ : *اُدن فَكُلْ ،* فأخذتُ آكل من التمر ، فقال النبي ﷺ : *"تأكلُ تمراً وبك رَمـَدٌ* ـ يعني في عَيْنِك ـ قال : فقلت : إني أمضغُ من ناحيةٍ أخـرى ، فتبسم رسول الله ﷺ. 🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸َ #لمزيداً_من_القصص تابعنا على فيسبوك @قصص دواهي العرب والعجم