الحركة الوطنية للبناء و التنمية
الحركة الوطنية للبناء و التنمية
June 14, 2025 at 06:34 PM
https://www.facebook.com/share/p/169AUmxJ7a/ البحر الأحمر د/ الفاضل فرح الشريشابي في موقف يحمل دلالات استراتيجية عميقة ويعكس توترات إقليمية متصاعدة، حذر المشير برهانو جولا، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإثيوبية، من وجود "قوى" – لم يسمها – تسعى إلى عرقلة طموحات بلاده في الوصول إلى سواحل البحر الأحمر، معتبراً أن هذه التحركات تهدف إلى محاصرة الدور الإثيوبي المحتمل في أمن البحر الأحمر. قال وزير خارجية مصر: "أمن البحر الأحمر مرهون بإرادة الدول المشاطئة وقاصر عليهم، ولا نقبل أي تواجد عسكري"... مصر والصومال وإريتريا تتفق على حصر أمن البحر الأحمر بالدول المطلة عليه. يقع البحر الأحمر بين قارتي آسيا وأفريقيا، ويبتدئ جنوباً من باب المندب، المتاخم للبحر العربي، وينتهي على تخوم البحر الأبيض المتوسط بواسطة قناة السويس. ويبلغ أقصى عرض له 204 كم؛ أما أقل عرض له فيقع عند باب المندب بعرض 19 كم. وأعمق نقطة مائية له تصل إلى 2635 متراً تحت سطح البحر، بمتوسط عمق يبلغ 491 متراً. يرتبط البحر الأحمر بثماني دول على ضفتيه: أربع من الضفة الشرقية، هي: اليمن بساحل طوله 442 كم، والمملكة العربية السعودية بساحل طوله 1890 كم، والأردن 27 كم، والكيان الإسرائيلي 2.011 كم؛ ومن الضفة الغربية: مصر بساحل طوله 1941 كم، والسودان بساحل طوله 717 كم، وإريتريا بساحل طوله 1012 كم، وجيبوتي بساحل طوله 40 كم. تنبع الأهمية الجيوسياسية لمنطقة البحر الأحمر من أن معظم الدول المطلة عليه دول إسلامية تمتلك موارد اقتصادية ضخمة وثروات تؤثر في اقتصاد العالم. كما أنه يقع عند نقطة التقاء ثلاث قارات: أفريقيا من الغرب، وآسيا من الشرق، وأوروبا من الشمال، عبر البحر المتوسط، إذ يحتل البحر الأحمر موقعه بين بحار الشرق والغرب، وهو أيضاً يربط البحر العربي والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط، بواسطة مضيق باب المندب في الجنوب، وقناة السويس في الشمال. وتبلغ نسبة الحركة الملاحية العالمية في باب المندب 38% من إجمالي الحركة الملاحية، إذ تمر فيه ما يقرب من 57 قطعة بحرية في اليوم الواحد، ويعبر خلاله من 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً، وتمر منه كل عام 25 ألف سفينة. حركة التجارة العالمية المنقولة بحراً تتحرك من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا وأمريكا عبر البحر الأحمر، مروراً بقناة السويس المصرية، لتدخل إلى البحر الأبيض المتوسط. توجد في جيبوتي أكثر من ست قواعد عسكرية كبيرة: أمريكا: أكبر قاعدة عسكرية لها في أفريقيا. الصين: القاعدة العسكرية الوحيدة لها خارج أراضيها. اليابان: القاعدة العسكرية الوحيدة لها خارج أراضيها. فرنسا: أكبر قاعدة عسكرية خارجية لها. كما تمتلك كل من إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا قواعد وتواجداً عسكرياً صغيراً. أما في إريتريا، فتوجد قاعدة إسرائيلية ذات طبيعة استخباراتية وعسكرية. وفي اليمن، توجد قواعد إماراتية عسكرية وتواجد وانتشار على الأرض. مبرر وجود هذا العدد الكبير من القواعد العسكرية يعود إلى الأهمية الاستراتيجية والأمنية للبحر الأحمر. بعد انفصال إريتريا عام 1993 عن إثيوبيا، أصبحت الأخيرة دولة حبيسة. وقد لعبت إريتريا دوراً رئيسياً في خسارة إثيوبيا لموانئها البحرية. تواجه إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها الآن 130 مليون نسمة، وضعاً يائساً لإيجاد منفذ بحري. وقد اعتمدت منذ أكثر من عقدين على ميناء جيبوتي. إن تهديدات إثيوبيا العلنية ضد دول مثل إريتريا والصومال، بحجة حقها في الوصول إلى البحر، لا تعد استفزازية فحسب، بل تؤدي إلى نتائج خطيرة تؤثر على أمن البحر الأحمر. كانت إثيوبيا وما زالت تسعى للحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر أو المحيط الهندي، وقد وقعت بالفعل مذكرة تفاهم مع سلطات "صوماليلاند" تتيح لأديس أبابا تشغيل وإدارة ميناء على المحيط. كما أن التصعيد الأخير مع أسمرة يهدف إلى الحصول على جزء من الشاطئ الإريتري على البحر الأحمر، إذ تمتلك إريتريا حوالي 1000 كم من السواحل. وتنظر إثيوبيا إلى مسألة الحصول على إطلالة بحرية كقضية أمن قومي. من جهته، وجه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة إلى إثيوبيا، وقال إن مطالبتها بالوصول إلى البحر الأحمر، والجدل حول مياه النيل، يشكلان تهديداً لبلاده وللأمن الإقليمي. لقد تغير الوضع في القرن الأفريقي. فالصومال، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، جميعها دخلت في ترتيبات وتحالفات جديدة. فقد وقعت الحكومة الإثيوبية اتفاقية مع "أرض الصومال"، مروجةً لها كخطوة مهمة لتأمين الوصول إلى البحر الأحمر. وبعد أسابيع، وتحت ضغط دولي، وقعت اتفاقية أخرى مع الحكومة الفيدرالية الصومالية. وفي أثناء ذلك، أعلنت مصر والصومال وإريتريا، في أكتوبر 2024، تشكيل تحالف إقليمي جديد في منطقة القرن الأفريقي، عقب قمة ثلاثية عقدت في العاصمة الإريترية أسمرة. وتعهد رؤساء الدول الثلاث بتعزيز التعاون الأمني في منطقة القرن الأفريقي. وذكر بيان مصري–سعودي: "كما تم التأكيد على أهمية ضمان أمن البحر الأحمر باعتباره ركيزة أساسية في حركة التجارة الإقليمية والدولية، بما يتطلب تضافر جهود الدول المشاطئة لضمان حرية وأمن الملاحة فيه". عملت مصر مع السعودية على إنشاء تحالف معني بأمن البحر الأحمر، يضم الدول العربية والأفريقية المطلة عليه وعلى خليج عدن، وهو التجمع الذي أُعلن عن تأسيسه في الرياض، في يناير 2020، ويضم إلى جانب السعودية ومصر كلاً من: الأردن، وجيبوتي، والصومال، وإريتريا، واليمن، والسودان. وتملك مصر معظم الموانئ المدنية المطلة على البحر الأحمر، بإجمالي 20 ميناء، منها 8 موانٍ تجارية، أبرزها ميناء السخنة الذي تديره شركة "موانئ دبي العالمية"، و5 موانٍ بترولية وتعدينية وسياحية، و3 موانٍ للصيد والصناعة.
👍 ❤️ 3

Comments