⛅عشر ذي الحجة: مواسم الخير بين الاستعداد والإحباط ⬅️ في كل موسم من مواسم الطاعة، تتجدد في نفوس المؤمنين رغبة عارمة في التقرب إلى الله، ومضاعفة الجهد في العبادات، والتزود من الخير. وموسم عشر ذي الحجة من أعظم هذه المواسم، بل هو أفضل أيام الدنيا، كما أخبر النبي ﷺ. ⚠️ لكن قبل أن نمضي في طريق الاجتهاد، لا بد من وقفة صادقة مع أنفسنا... وقفة نبدأها بـ الاعتراف: "نحن ضعفاء فقراء إلى الله" كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 🔘 نحن لا نقوم بالعبادات لأننا نملك القدرة الذاتية عليها، ولا لأننا اعتدناها حتى صارت عادة يومية، بل هي توفيق من الله وفضل. نعبده لكن نحتاج إلى معونته: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ▫️ فاعترف بهذا وأنت تناجيه، بكل صدق وتذلل، متأسياً بسيد الخلق ﷺ في دعائه العظيم: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" 1⃣ تهيئة النفس للعبادة استعداد القلوب لا يقل أهمية عن استعداد الجوارح. ومفتاح هذا الاستعداد هو التدرّج والتخطيط العملي: 📁 رتّب جدولك اليومي، وضع نية خالصة أنك ستستثمر هذه الأيام لله. 🎯 ابدأ بالأعمال التي تراها أسهل عليك، حتى تعتاد الطاعة وتأنس بها. درّب نفسك من الآن على المحافظة على الصلوات في وقتها، وأدائها في المسجد للرجال. أضف السنن الرواتب، ولا تفرّط في أذكار ما بعد الصلاة، حتى لو قرأتها من ورقة. 📖 اقرأ أو استمع للقرآن يومياً، ولو قليلاً. المهم أن يكون لك ورد ثابت. ↔ثم بعد ذلك، وسّع دائرة عباداتك لتشمل أنواعاً متعددة، فـالعبادة ليست فقط صلاة وصيامًا، بل: "كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، الظاهرة والباطنة" — ابن تيمية رحمه الله 2⃣ اشعل قلبك بالهمة تذكّر دومًا فضل هذه الأيام، وأَكثِر من ترديد هذا الحديث العظيم: قال رسول الله ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" 3⃣ ماذا عن الإحباط؟ قد يقول قائل: ما الفائدة من التعبد ونحن مستضعفون، وإخواننا هناك وهنالك يُقتّلون؟ ↔نقول: نحن عبيد لله تعالى على كل أحوالنا، وإن اجتهادنا في التعبد هو مجاهدة للنفوس على هواها، وهذا مما يحبه الله. وعسى أن يطلع الله علينا ونحن مجتهدون فيرحمنا، وتعمّ رحمته المسلمين جميعًا. وعسى أن يُستجاب دعاؤنا بالنصر والعزة لأهلنا وديننا. وإلا، فما الفائدة من الإحباط والجلوس بلا عمل؟! 4⃣ في الختام: لا تيأس، بل استعن قد تعتريك مشاعر الإحباط أو التقصير... وهذا طبيعي، فأنت بشر. لكن لا تجعل تلك المشاعر حاجزاً بينك وبين الخير. بل اجعلها دافعاً للجوء إلى الله، واستعن به، واصدق النية، فإن الله لا يخيّب من قصده. 🔗ابدأ... ولو بخطوة. وقل بقلبك: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" 🎈 ثم امضِ إلى الله... وستجد منه أكثر مما كنت ترجوه. 🕋 #مدكر #ذي_الحجة