
أ.د/ عبد الونيس الرشيدي
June 12, 2025 at 02:30 PM
*لماذا تأخرت أبل في سباق الذكاء الصناعي؟*
مقال: حسام خطاب
ناقش تقرير حديث من بلومبيرغ جهود أبل في سباق الذكاء الصناعي، وكشف عن تفاصيل داخلية غير معلنة عن استراتيجيتها وفيما أخفقت أبل مقارنة بغيرها ولماذا تخلفت عن الركب.
*التفاصيل:*
في مؤتمر العام الماضي WWDC، عرضت أبل فيديوهات تسويقية عن نظام Apple Intelligence. ما تبين لاحقا أنها كانت فيديوهات عن نسخ أولية وليست تطبيقا حقيقيا لبرمجية جاهزة. هذا يساعد في فهم التأخير الذي حصل ولو قليلا.
الذكاء الصناعي لم يظهر فجأة مع شهرة ChatGPT. شركات عملاقة مثل جوجل وميتا وأمازون كانت تعمل بصمت على تطوير حلول الذكاء الصناعي؛ لأنهم رأوا فرصة سانحة في الأفق وأدركوا تغييرا جوهريا قادما.
الحال مع شركات أبل كان مختلفا، والرائي يحسبها متفاجئة من التغييرات المتسارعة وما زالت تحاول فك طلاسم اللغز.
*أسباب التأخر الرئيسية:*
1️⃣ تنفيذيو أبل لم يقتنعوا مبكرا بالذكاء الصناعي:
بعض التنفيذيين في أبل لم ينتبهوا للتغيير الذي كان يحدث، بل لم يروا فيه فرصة ولم يتوقعوا الفورة القادمة. قاوموا الاستثمار في الذكاء الصناعي، والمقاوم الأشرس كان رئيس قسم تطوير البرمجيات Craig Federighi الذي أخمد أفكار العديد من الموظفين حياله.
عندما أطلقت OpenAI نظام ChatGPT، تفاجأت شركة أبل. حتى أن التقرير يذكر أن Craig Federighi أدرك فداحة خطئه حينما استخدم ChatGPT في كتابة كود برمجي شخصي. بهت من النتائج. عندها فقط فهم ما كان يقاومه، ولكن متأخرا عن المنافسين.
2️⃣ سياسات الخصوصية:
أبل لها ممارساتها حيال خصوصية بيانات مستخدميها؛ مما أبطأ جهود تدريب نماذج الذكاء الصناعي التابعة لها. وعلى النقيض، شركة OpenAI استخدمت البيانات المتوفرة على الإنترنت من دون ضوابط كافية.
شركة أبل رفضت تدريب نماذجها على بيانات مستخدميها، وأيضا سمحت للمواقع الإلكترونية باختيار عدم توفير بياناتها على الملأ. ذلك ساهم في تأخر أبل عن ركب المنافسين.
*ماذا بعد؟*
أبل الآن لديها آلاف الموظفين لتحليل مخرجات الذكاء الصناعي وفي تطوير مساعد شخصي رقمي منفصل اسمه LLM Siri المتوقع أن يحل مكان المساعد الحالي Siri.
كما أنها في محادثات مع عدة شركات لتكامل أجهزتها مع الذكاء الصناعي، مثل Google ونظام Gemini أو Perplexity AI ونظامها، وترك الخيار للمستخدم في الاعتماد على النظام الذي يناسبه. المفارقة أن هواتف سامسونج احتوت على تلك الخاصية قبل هواتف الآيفون.
القصة مفيدة وتعد مثالا ساطعا على عواقب عدم الاستثمار في المستقبل مبكرا. يكفي أن نلتفت إلى حقيقة تغيير النهج في الإعلان عن الخصائص الجديدة، وكيف مالت أبل إلى التحفظ بدلا من المبالغات التسويقية غير الدقيقة.
العلة الأساسية كانت في مقاومة التغيير داخل شركة أبل ومن بعض التنفيذيين الرئيسيين. المعضلة كانت في المديرين قبل الموظفين. ربما لو كان ستيف جوبز على قيد الحياة، لكانت بعض القرارات مغايرة ولشهدنا منافسة أقوى من أبل في مضمار الذكاء الصناعي.
هي اليوم في المقعد الخلفي تراقب وتحاول اللحاق بالصفوف الأمامية وتصارع معضلات داخلية لم تكن قبل زمن. موظف داخل أبل شبه موقف الشركة بالسفينة التي تغرق منذ وقت طويل!.
❤️
2